رسـائـل زوج
بقلم / هدى محمد نبيه
♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥
زوجتي الحبيبة، أحتاج إليكِ،
مرّ على زواجنا أعوام كثيرة امتلأت بالأفراح والأحزان،
أعلم أن على كاهلكِ الكثير والكثير من الهموم الثقال،
ولكني محتاج ولو لجزء ضئيل من اهتمامك،
أليس لي حق فيكِ؟!
أتذكر سنوات زواجنا الأولى وأشعر بالحنين إلى هذه الأيام،
وتلك اللحظات التي عشناها معا، كم كنت أشعر بالسعادة لما تبديه من قلق لتغيبي عن المنزل لبعض الوقت،
أما الآن فحينما أسافر لأيام تقابلينني بابتسامة باهتة
وتخبرينني بأنه حمد لله على سلامتي،
لكم تمنيت أن أسمع منكِ كلمة تعبرين فيها عن شوقكِ إليّ،
والأصعب من ذلك حينما أخبرتُكِ بشوقي إليكِ،
كان ردك بأننا كبرنا على هذا الكلام،
أعلمي حبيبتي
أنه لا يوجد عمر تنضب فيه المشاعر والأحاسيس.
زوجتي الغالية،
أعلم أنه قد تقدم بي العمر وأشتعل الرأس شيبا،
ولكني مازلتُ قادرا على إسعادكِ،
لماذا تشعرينني أن مدة صلاحية حبنا وحياتنا الخاصة قد انتهت؟!، وعلينا أن نعيش لأجل أبنائنا فقط!،
لماذا لا يكون لنا وقتنا الخاص؟
أريد أن أشعر بأني جزء مهم في حياتكِ وليس ممولا لتوريد النقود. ولكم اشتقت إلى تلك النظرة في عينيكِ حينما تمر من أمامي فتاة حسناء، نظرة تملؤها الغيرة تدفعني لأن أخبركِ أن نساء العالم كلهن لا يضاهونكِ سحرا وجمالا لأنكِ زوجتي،
يا لتلك السنوات الجميلة وما أسرع مرور الوقت وتغير الإنسان واختفاء المشاعر خلف تجاعيد وجهينا التي تركت السنون أثرها عليه.
حبيبتي ....
أشعر بأن حياتنا تحولت لمياه راكدة لا حياة فيها،
وأنا أريدها نهرا متجددا مليئا بالحب والاهتمام،
أريدك مشرقة متجددة تضيئين حياتي بالبهجة ولو لساعات قليلة، هل تذكرين آخر مرة قمتِ فيها بعمل أكلتي المفضلة؟
إلا أنني أشك أنكِ مازلتِ تتذكري ما أشتهيه من طعام،
كم من مرة طلبت منكِ الخروج معا ولو لساعات قصيرة؟،
ولكن في كل مرة أجد من الحجج والأعذار الكثير والكثير،
أصبحنا زوجين لا نجتمع إلا على مشكلات الأولاد أو مصاريف المنزل، فأين نحن الاثنين من هذا كله؟
أصبح لكل منا حياته واهتماماته التي ربما لا يعرفها الطرف الآخر، فأنت تفكرين في عملكِ وفى مشكلات أولادنا،
ولكن هل وضعتِني ضمن خطة اهتماماتك؟؟
عزيزتي .....
هل تتذكرين يوم أهديتك فستانا أعجبني ورغبت أن أراه عليكِ،
فما كان منك إلا أن استنكرتِ لونه وتفصيلته،
مبررة ذلك بأن كيف سترتدين هذا الفستان أمام الأولاد،
لماذا لا ترتدي لي أنا؟
أليس من حقي أن أراكِ تتجملين وتلبسين ما أرغب؟،
أصبحتِ لا تهتمين بما أرتدي حتى أنكِ لم تلاحظي هذا القميص الجديد أو تلك البدلة الجديدة،
أريد أن أشعر أنك تهتمين ني ولو بالنقد، انتقدي ما أرتدي أو أظهري استحسانك به أشعريني بأنك تريني وتهتمين لأمري.
غاليتي ......
تحوم من حولي الكثيرات، هذه تبعث إليَّ بابتسامة،
وتلك تمتدح ربطة عنقي،
والأخرى تخبرني بمدى إعجابها بشخصيتي،
كلهن يحاولن جذب اهتمامي،
نعم أعلم أنه اهتمام زائف ووراءه الكثير والكثير،
ولكني أريد هذا الاهتمام منكِ أنتِ ولكن أخاف أن أضعف أمام كل تلك الإغراءات وأنساق وراء إحداهن،
فبالله عليكِ زوجتي أنقذيني من نفسي وأشعريني بأني مازلت حبيبكِ
وزوجكِ ومحط اهتمامكِ.