نداء إلى كل فتاة
تستخدم الكمبيوتر الشخصي أو المحمول
يجب أن تحرصي كل الحرص أن لا يكون فيه كاميرا نهائيا فحتى لو كانت الكاميرا مغلقة يستطيع الهكر  أن يجعلها تعمل و يصور جميع من هم حول المحمول أنتي و أخواتك و كل من يدخل الغرفة و يبتزك بها و حصلت مآسي كثيرة بهذه الغلطة الشنيعة
خذي هذه النصائح لكي لا تقعي في فخ الابتزاز
يجب على الفتاة أن لا تضع صورها على جهاز الكمبيوتر مهما كانت الأسباب فالمخترق عندما يخترق الجهاز يستطيع الحصول على جميع الصور في الجهاز بسهولة وتبدأ مأساة الابتزاز و فضح الأعراض فلا تضعي أختي صورك أو أحداً من أهلك أو صور خاصة على الجهاز نهائيا مهما كانت الأسباب
عندما تشتري الفتاة جهاز كمبيوتر شخصي أو محمول يجب أن تحرص كل الحرص أن لا يكون فيه كاميرا نهائيا فحتى لو كانت الكاميرا مغلقة يستطيع الهكر أن يجعلها تعمل ويصور جميع من هم حول المحمول هي و أخواتها وكل من يدخل الغرفة وحصلت مآسي كثيرة بهذه الغلطة الشنيعة

أذا كانت للفتاة صور أو ملفات خاصة في سي دي أو فلاش ممري وأرادت أن تشغلها في الكمبيوتر يجب عليها أن تفصل النت و تفصل الاتصال قبل ذلك فبمجرد دخول الفلاش ممري أو السي دي للجهاز أصبح جزءا من الجهاز وأصبح اختراقه متاحا و سهلا فاحذري تمام الحذر
لا تستقبلي أي أيميل لا تعرفينه مهما كان فبفتحه يزرع الهكر تروجين في الجهاز مباشرة و يتحكم بجميع المنافذ والبورتات وتبدأ المأساة
لا تستقبلي و لا تضغطي على أي رابط أو ملف لا تعرفينه إلا بعد العرض على مواقع الفحص على النت أو برامج مكافحة الفيروسات والتأكد من خلوها من الفيروسات فالملفات المرسلة هي أسرع طريقة لأختراق أي جهاز بدون عناء
لو كان لديك بعض الصور سابقا في الجهاز ومسحتيها حتى لو حذفتها يمكن استرجاعها لذلك يجب الحذر من عامل الصيانة للأجهزة في محلات الكمبيوتر فباستطاعته استرجاع جميع البيانات و الصور من جهاز الكمبيوتر حتى بعد الفرمته لذلك احرصي على أن لا يصلح الجهاز ألا من تثقين فيه و يكون أخوك أو والدك فوق رأسه ومعه وهو يفرمت الجهاز أو يصلحه
لو حدث و حصل ابتزاز أتصلي بأقرب مركز هيئة أو جهاز شرطة و اخبري أهلك مباشرة فالصبر على تعنيف الأهل أفضل من أن ترضخي للمبتز الذي سيفضحك ثم يهينك و بعدها ترجعين وتستنجدين بأهلك بعدما ضاع الشرف و العفة فأبدي بأهلك مباشرة ولا تخافي فمهما قسوا عليك فأنت ابنتهم ودمهم ولحمهم أما المبتز فهو نجس قذر سيريك الذل و الفضيحة و ستندمين أشد الندم

من زمن و أنا معجب بأسلوبها اللانمطى في طرح القضايا المجتمعية ، لما في ذلك من عذوبة القلم وروعة البيان وقوة العبارة والطابع العلمي الدقيق في التناول ... لها كل الشكر والتوفيق ....
صديقتي الدكتورة " نهلة أحمد درويش "

وجوه وأقنعة.. وغياب الكلمة المانعة..
د. نهلة أحمد درويش
دكتوراة في الآداب - علم الاجتماع
31/7/2011

تعتبر المجاملات الاجتماعية من السمات البارزة للشخصية المصرية في تعاملها مع الأخر.. فمن المؤكد أن هناك مواقف تصبح المجاملة فيها ضرورة.. كالمباركة على حدث سعيد.. ومجاملة صديق سواء خلال المحن أو تبادل التهاني في العيد.. أو الإفصاح بكلمة مجاملة حرصاً على عدم إحراج شخص ما من قريب أو بعيد.. أو التعاطف مع شخص يمر بأزمة لتشجيعه على المواصلة والثبات.. أو خلال المناقشات والمفاوضات السياسية التى تتطلب الكثير من التلاعب بالكلمات وتبني عدة مسالك حوارية مرتدية في بعض الأحيان عدة أقنعة متزينة بصبغة جمالية..
كل هذا وغيره يمكن أن يعتبر ضربا من الدبلوماسية الاجتماعية التي يمارسها الأفراد في حياتهم اليومية.. أذن فهي تمثل شكلا من السلوكيات المقبولة نوعاً ما.. والتي يمكن تصنيفها من قبيل الذكاء الاجتماعي للتفاعل مع موقف معين.. أو يمكن تصنيفها كنوع من أوجه الأدب واللياقة.. شكل من الذوق الاجتماعي الذي يمارسه الناس فيما بينهم في حياتها اليومية..
ولكن.. قد يصل هذا السلوك إلى درجة المبالغة.. حيث يكثر من يتقن فن تبديل الأقنعة ويكون لديه سياسة مقنعة.. وتكون كلمته ملونة.. أبيض أمام شخص ما.. وأسود أمام آخر.. وربما رمادية أمام ثالثهما.. وقد يمتدح شخصا أثناء حضوره.. وأثناء غيابه يرصد جميع عيوبه أو يعارض بعض أفكاره وأعماله.. ، ناهيك عن مهارة النساء في هذا الفن من تبديل الوجه وتغيير الأقنعة.. والتلون بالألوان المطلوبة وفقاً لما يتطلبه الموقف وما تستدعيه الحالة.. قد تؤيد وتصدق على ما تقوله أحد زميلاتها.. وتنكر تأييدها أمام جماعة أخرى لكسب رضاهم أو مجاملتهم.
فمن الواضح أن الشخصية المصرية أصبحت تعاني الازدواجية وضعف الشفافية والمصداقية.. والمشكلة أننا قد نعلم أن ما يقوله الشخص الآخر قد يفتقد المصداقية.. وقد نعلم انه مجرد قناع ووجه من الوجوه.. ورغم ذلك نستمر في المسايرة والمجاملة. نستمر في المسايرة سواء مخيرين أو مجبرين..
فكثيرا منا يفتقد القدرة على التعبير عما بداخله من مشاعر، أراء، شفافية الانعكاسات أو طبيعية التصرف والتفاعل.. كثير منا يلجأ للتكلف والتصنع ولبس الأقنعة حتى ينجح في اكتساب وجهة اجتماعية معينة.. أو حتى يكتسب القبول في جماعة ما.. حتى بين الأفراد المقبلين على الزواج يكون التكلف والتصنع في أعلى درجاته.. وكأن الزوجين لا يدركان أنهما سيقدمان على شراكة حياتية يعلم الله وحده إلى متى ستطول.. وكأنهما لا يعلمان أنهما بمجرد دخولهما في الشراكة الحياتية لا بد من أن تنكشف جميع الأقنعة وتتجلى حقيقة الشخصيات.. والاصطدام بالواقع سعيداً أو مريراً.. وهكذا في جميع مشاريعنا الحياتية.. دائماً ما نكون حريصين على لبس بعض الأقنعة..
ففي محيط العمل مثلا.. هناك بعض الأشخاص المهرة في تعددية الوجوه والأقنعة.. مما يؤثر بالطبع على أداء العمل وأسلوب الإدارة نتيجة التذبذب في الآراء والتوجهات وعمل حساب للمحسوبية والخواطر (وعلشان خاطر فلان.. وعلشان خاطر علان).. ولذا تهدر الفرص والطاقات بسبب غياب الكلمة المانعة والسياسة القاطعة.. غياب السياسة العقلانية في إدارة الأمور.. السياسة الواضحة والمعلنة ذات وجه واحد وليست وجوها متعددة.
افتقدنا الموقف المحدد والكلمة المانعة.. الكلمة الواضحة التي تعكس مصداقية ما نؤمن به من رؤى واتجاهات.. ولعل أجهزة الإعلام تكون قد ساهمت بشكل فعال في تربية هذه الازدواجية وعدم صراحة المشهد والتخاطب مع عقول المتلقين بمصداقية وشفافية.. فكثيرا ما عملت أجهزة الإعلام على تزييف الواقع وتركيب أقنعة ووجوه مزينة بألوان براقة زاهية.. لتعمل على إقناع الناس برأي ما.. أو للموافقة على قضية ما.. أو الالتفاف حول شخصية ما إلى حد التأليه.. ومع نمو العدد الهائل من القنوات الفضائية نجد بعض المتحدثين يطرحون آراء ما في برنامج ما.. وينفونها أو يخالفونها في برنامج أخر.
نعم، هناك بعض المواقف من الضروري الظهور فيها بمظهر لائق والتحلي بخلق الأدب والرقي وممارسة الدبلوماسية الاجتماعية.. ولكن ليس من الضروري أبداً اللجوء للتكلف والتصنع ومحاولة لبس الأقنعة.. ليس من الضروري محاولة رفض كينونتنا وطبيعتنا واللجوء لتزينها لإخفاء ما بنا من عيوب أو لمحاولة الحصول على القبول والفوز بالرضا والتأييد العام.. وقضاء المصالح بناء على ما لدينا من مهارة في التملق والمجاملة ولبس الأقنعة.. وتغييرها وفقاً لطبيعة الموقف وحالة الفاعلين فيه..
بطبيعة الحال.. قد تؤدي ظاهرة تعددية الأقنعة والوجوه إلى ضرب من ضروب الظلم وعدم العدالة في تحصيل الفرص والفوز بالمزايا.. فمن يجامل أكثر ويبدل أقنعته بمهارة أكبر.. يكتسب مزايا ومحسوبية أكثر.. ومن يفتقد لتلك المهارة يفتقد الكثير من الفرص.
المصداقية والتلقائية والشفافية.. سمات واقية وشافية لكثير من أمراضنا النفسية وأوجاعنا الحياتية.. فلبس الأقنعة أمر مرهق ومتعب.. ومهما تكلفنا وتصنعنا لا بد في النهاية الرجوع لطبيعتنا.. وذلك لعلمنا أن الأقنعة مصيرها يوما ما إلى زوال.. فلنحاول التعامل مع الحياة بتلقائية وشفافية ومصداقية في تعاملاتنا الحياتية.. ولنكن حريصين على تبني رؤية واضحة صادقة.. وحريصين على كسر كل أشكال الجليد.. التي تربي الأمراض الاجتماعية الصديدية.. وتزيد من صناعة الزيف وثقافة العبيد.. عبيد يحاولون التملق ومجاملة من يحقق له المصلحة.. ومن بيده الأمر فهو السيد.. فلقد خلقنا أحراراً.. عباد فقط لخالقنا الذي أوصانا بصدق القول والعمل واحترام الوعد والكلمة المانعة في كل موقف ومع كل حالة.
د. نهلة أحمد درويش
دكتوراة في الآداب - علم الاجتماع
31/7/2011

وجهة نظر.. بين القدامة والحداثة

أنت دقة قديمة .. أفكارك و قيمك أصبحت عديمة و ليس لها قيمة.. في زماننا الحالي الذي يحتاج كل لعيب وفهيمة.. بالبيضة والحجر يلعب.. وعلى كل لون يقلب.. حسب المواقف يتغير ويتشلقب.. مجاملا من يقف أمامه إذا كان عنده مصلحة أو حاجة يقضيها في عالمنا المتغير.. عالمنا الذي أصبحت فيه كل الحاجات تقضى عنوة.. وكلً له غنوة..

رجعية.. متخلفة.. اتُـهم أنا.. إذا ما خالفت مسايرة القطيع في القول أو الفعل.. ومسايرة الرأي المطيع.. الموافق على كل ما يقولونه عن كل أمر.. وإذا خالفت الرأي يصبح شيئا فظيع.. كائن غريب أنا.. من كوكب آخر قادم.. يعيش وحيدا في مدينته الفاضلة بقيمه ومثاليته المتأصلة.

وقد اتُهم بالإنفتاحية وتبنى القيم العصرية.. المتعارضة مع التقليدية ونمط الحياة الشرقية.. وخاصة المعتقدات الشرنقية والعقول الحجرية.. وعلى الرغم من تلقيها العلم واجتيازها لبعض المراحل التعليمية.. إلا أنها ما زالت عقول عندية.. تتشبث بأفكارها الجامدة الرافضة للجدلية العقلانية واللين لتقبل الرأي الآخر ومعرفة الاتجاهات الحداثية..

سيدي.. كلً له رأيه.. يرى الأشياء من وجة نظره.. وبناء على وجة النظر.. يتخذ السلوك والتصرف.. وبين مفهوم الخطأ والصواب نتأرجح.. نحاول أن نتبى الرأي الذي نعتقد أنه السديد الأرحج. فوجهات النظر تختلف بناء على المنطلقات الثقافية والقيم الخلقية التى تربينا عليها..

فمثلا.. سيدنا نوح (عليه السلام) كان يبني سفينته.. والكل يتعجب منه ويسخر.. قام ببناء سفينته لهدفً يعلمه وحده ألهمه الله به.. وعلى ضوء علمه قام بفعله (بناء السفينة) الذي سخر الناس منه.. وهكذا نحن نقوم بأفعالنا بناء على ما لدينا من معرفة وقناعات وإحاطة بظروف وأوضاع معينة.. ظروف وأوضاع قد لا يدركها الآخرون.. ولهذا يسخرون منا وينكرون.. وقد يصل الأمر إلى اتهامنا بالجنون.  

فكل منا له أساليبه الحياتية ومنهجه في معالجة شئون حياته الخصوصية.. والخطأ والصواب مفاهيم نسبية تختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر حسب الزمان والمكان.. فالمعتقد أو الرأي الذي كان يصف على انه خطأً في الماضي.. يمكن أن يصنف على أنه صواب في الوقت الحاضر.. وما هو صحيح وشرعي ومقبول في مجتمع ما.. يمكن أن يكون غير مقبول في مجتمع آخر. بل وتختلف نسبية الخطأ والصواب أيضا من فئة طبقية لأخرى ومن شخص لأخر..

ويلاحظ أن المتبنين لرأي أو اتجاه سلوكي ما.. يحاولوا جاهدين التأثير على من حولهم المتبنين لاتجاه سلوكي مغاير.. محاولين استعراض كل الحجج لإثبات وجهة نظرهم.. وأن موقفنا الذي نتشبث به ما هو إلا عبارة عن مجموعة من العقد..

فالحريص على أداء مهامه الوظيفية بإخلاص وجدية.. يُتهم بأنه معقد ومحبكها.. عنده زمة ولا يريد أن يخالفها ويربكها. والرافض للفساد والرشوة ينظر إليه ككائن غريب آتى بأمر مريب.. وتتوالى المحاولات لإقناعه بأن هذا ليس من قبيل الخطأ.. سميها عمولة ممكن.. أو حق يؤخذ من صاحب المصلحة كمساعدة في تلبية أعباء المعيشة..

المدرس الخصوصي المراعي لضميره الذي يسعى لتحسين دخله دون جشع أو حرص على تراكم الخميرة.. يسخر منه الآخرين قائلين.. أصل أنت لا تعاني ما نحن نعاني.. غلاء معيشة.. والمدام عايزة تغير العربية وتجدد أثاث الشقة وموبيل حديث و.. و.. وتتوالى الواوات.. غير مبالين بما يشعر به الأهالي من آهات.

والمبتغي للمشاركة التطوعية ومساعدة الآخرين.. يقال له: أنت أهبل.. أنت عبيط.. شاغل نفسك بهذه اللاخبيط.. خليك في حالك وأمشي جنب الحيط..

والطالب الذي يحاول الإنكباب على دراسته وأخذ الأمور بمأخذ الجدية.. ينقده الأخرين قائلين.. يا عم أنت عامل زي الموس.. في الأخر هاتقعد في البيت وتضرب بوز..

والذي يحاول استكمال دراساته العليا.. يجد من يهبط من عزمه ويقال له.. يا عم ليه تتعب نفسك وفي العلم تغوص.. بلا علم بلا باذنجان.. خلينا عايشين في الهذيان.

شخص يقول لصديقة.. خد لك سيجارة وعيش.. أعمل دماغ وخليك لذيذ..هو حد واخد منها حاجة يا عزيز.. الزمن ده عايز كدة.. أدبك وخلقك مش هاينفعك بقة..      

والفتاه التى تحاول الحفاظ على أدبها وخلقها.. يقال لها.. أنت ليه معقدها.. كدة هاتفضلي قاعدة في الخزانة.. لازم تخرجي.. لازم تعرفي وتتكلمي.. علشان زوج المستقبل تنشني وتعلمي..

مواقف ومفارقات كثيرة نواجهها في حياتنا وتزيد من آهاتنا.. والصراع بين الرؤى والاتجاهات السلوكية بين القدامة والحداثة والعيش في اللذاذة.. صراع مستمر ومستديم.. إلا انه قد تزايد بصفة خاصة في الوقت المعاصر.. ولكن علينا الانتقاء بعقلانية للقيم الإيجابية من القدامة والحداثة غير متأثيرين بالساخرين والناقدين والمنادين بالعيش في اللذاذة.. الذين يحاولون جاهدين تعميم أراءهم وتوجهاتهم ونشرها بين من حولهم ممن يخالفونهم وجهة النظر.. "ولولا أني شجرة مثمرة لما رميت بالحجر".

فكل له رؤيته ووجهة نظره التى يؤمن بها.. وعلى أساسها يعيش بطريقته ويؤدي عمله.

د. نهلة درويش

دكتوراة في الآداب – علم الاجتماع

19/12/2010 


نحتاج يوم عالمي للفرح والسعادة أيضاً....

هناك يوم عالمي للمرأة .. ويوم عالمي للبيئة .. ومؤخراً عاصرنا يوم الصحة العالمي .. والدعوة التي شنتها منظمة الصحة العالمية.. ((1000 مدينة .. 1000 حياة)) ولا شك أنها دعوة حضارية قيمة .. تشجع على زيادة الوعي الصحي والبيئي .. والعمل على تعزيز الأنشطة الصحية بمختلف مستوياتها في كل مدينة على مستوى العالم .. وذلك بغرض تدارك الأزمات والكوارث الإنسانية التي أصبحت تقع على فترات زمنية متقاربة .. سواء نتيجة أفعال الطبيعة .. أو نتيجة أفعال الإنسان ..

وعلى ذكرى الأزمات والكوارث .. يحضرني الآن بعضاً منها التي تعرض لها المجتمع المصري: زيادة الفجوة بين الدخول .. التباعد الطبقي بين الأغنياء والفقراء .. عدم كفاية دخل

( الموظف .. الطبيب .. المهندس .. الأستاذ الجامعي .. وغيره ) لسد متطلبات الحياة اليومية .. وهو ما يشير إلى دخول فئات لم تكن متواجدة من قبل إلى مفهوم الاحتياج .. أو الفقر بمعدله البسيط أو المتوسط.. هذا علاوة على تزايد أعداد من هم تحت خط فقر .. وتزايد قاطني العشش والمناطق العشوائية المحرومة من أهم الخدمات على مستويات كثيرة .. وهو ما دفع الكثيرين للتفكير في الهجرة خارج البلاد .. بعضهم نجح.. وبعضهم فشل .. بل انتهت حياتهم بالغرق في عرض البحر مع سيناريو غرق العبارات السائد.

وتعكس كثير من البرامج هذه الصورة .. صورة الناس التي تشكو من الغلاء .. والقيام بما عليهم من مطالب يومية وتوفير الحياة الكريمة لأبنائهم .. صورة الناس التي تشكو من النظام وصعوبة الحصول على الخدمات .. صحية .. تعليمية .. تموينية غذائية .. بيئية .. وغيرها من الخدمات الضرورية ليعيشوا حياة كريمة.

أصبحنا نسمع كثيرا عبارة " مما تشكوا الآن " أو " أنت متضايق من أيه ".. وكأن المجتمع المصري أصبح مريض كثير العلل .. وكأننا أصبحنا في حاجة شديدة إلى طبيب ماهر

"فائق المهارة" لمعالجة آفات وآهات المصريين..

ونستطيع أن نلمح بوضوح .. حجم البؤس الانكسار على وجوه المصريين .. المصري ( فئات معينة ) المنشغل بهم كيفية جلب رغيف العيش .. كم أصبح سعر كيلو اللحم .. هل سيستطيع تسديد مصاريف الدراسة للأولاد.. ناهيك عن ما يطلبه المدرس الخصوصي .. والابن الذي أنهى تعليمه ومازال عاطل لا يعمل .. وعندما يتزوج يعتمد على والديه لسداد ما عليه من مطالب للزواج.. مما يزيد العبء والهم على والديه .. وهو ما يؤدي إلى زيادة الوجوه البائسة والعابسة التي تظل تفكر في سئوال "كيف علي القيام بكل هذه المطالب؟".. كيف أؤدي رسالتي بكرامة دون ذل أو مهانة؟"..

وبالرغم من ما يشتهر به المصري من خفة الظل والفهلوة.. وأنه ابن نكتة .. حتى وهو في عز الأزمة.. إلا أنه أصبح كثير الشكوى والهم في ظل ما يعاصره من تحديات واردة من الخارج.. ولكنه لا يدركها..

ولذا .. أتمنى أن الاتجاهات العالمية تهتم بتحديد يوم عالمي للفرح .. للسعادة .. قد يتراءى للبعض أن هذا كلام يدعوا للسخرية أو الضحك .. ولكن بالتأكيد أنه لدينا العديد من الجوانب الإيجابية النابعة من ذواتنا .. وإذا لم يكن لدينا .. فلنحاول أن يكون لدينا .. فلنحاول تكوين مخزون من الرؤى الإيجابية المفرحة .. بجانب ما لدينا من مخزون للرؤى السلبية الجالبة للهم والغم ..

بقلم: د. نهلة درويش

دكتوراه في الآداب علم الاجتماع   



كان يا ما كان .. وما آل إليه الحال الآن..

شاهدت إعلان ساخر.. يعرض لبعض المهازل.. عن تغير صورة العلاقة بين المرأة والرجل بين الماضي والحاضر.. ففي الماضي كان لا يتوقع أن تتفوه المرأة سوى بكلمة حاضر.. حاضر لكل الأوامر والطلبات التى تلقى عليها.. دون تذمر أو اعتراض وتقوم  بما يطلب منها عن طيب خاطر. بشوشة الوجه هادئة الصوت لطيفة الطبع حسنة التعامل في معظم المجالس والمحاضر.. محتوية لموجات الغضب والتعصب التى تنتاب رفيق حياتها في بعض أو معظم الأحيان.. وتكرس كل وقتها للرعاية زوجها وعيالها.. ولا وقت لديها للتفكير في حالها وما جنيته من مكاسب أو مناصب..

وطبعا هذه صورة المرأة في الماضي.. التى جسدها الكاتب الكبير نجيب محفوظ في ثلاثيته.. "الست أمينه" التي تخشى أن تتفوة بكلمة أمام "سي السيد".. فهو الآمر الناهي.. صاحب السلطة العليا في تدبير شئون منزله ورعاية أسرته.. شاربه يقف عليه الصقر.. وهيبته لا تهتز.. في حضوره يسود الاحترام ولا يسمح بتجاوز الحدود.. حيث هناك الكثير من المنوع والسدود.. ولكن طبعا هذا النموذج لا نعتبره هو النموذج المعمم.. إلا أنه كان من النماذج السائدة خلال بعض العقود.. أيام زمان.. وكان يا ما كان.

أما ما آل إليه الحال الآن.. في ظل عصر العولمة.. وتزايد اهتمام المنظمات الدولية والمجتمع بقضايا المرأة.. وتشجيع مشاركتها في عملية التنمية بجميع مجالاتها ونواحيها.. ونمو وانتشار الدعوة بالمساواة بين المرأة والرجل.. فلقد ساعدت العولمة على إذابة كثير من المنوع والسدود إلى كانت قائمة "أيام زمان".. سدود وأسوار صلبة ومنيعة تشوب جميع أنواع العلاقات الإنسانية.. سواء بين الدول أو بين الأفراد. وتغيرت صورة العلاقة بين المرأة والرجل.. وخاصة العلاقة بين الزوج والزوجة..

فلقد اكتسبت المرأة الكثير من الاستقلالية والثقة والجرأة في التعبير عن ذاتها واحتياجاتها.. بعد أن كانت مفتقدة القدرة على التفوه بكلمة سوى كلمة حاضر.. لم تعد مكترسة بتحقيق الرضا الكامل لزوجها بالقيام بكافة احتياجاته ومتطلباته.. بل أصبح الزوج هو الحريص على اكتساب رضا زوجته.. بل ويتوجب عليه قول كلمة حاضر لكل متطلبات زوجته.. وإذا قال لا لبعضها فهو المناضل.. كذلك اكتسبت الزوجة المزيد من الحرية والمزيد من السلطة في تدبير شئون منزلها.. وتسير أحوال أسرتها.. وفي كثير من الأحوال تحاول إثبات أن رأيها هو الرأي السديد الراجح.

وبالتأكيد لا يمكن أن ننكر أن هذه الصورة هي الصورة التى أصبحت منتشرة في أغلب النماذج.. ولكن لا يمكننا أن نجزم أنها صورة معمة في جميع النماذج.. فبالتأكيد أيضاً أن هناك صور من النماذج المعتدلة التى تساند فيها المرأة الرجل.. والرجل يدعم ويساند المرأة دون نزاع أو صراع.. اللهم إلا في بعض العوارض..

إلا أنه يبدوا أن الصراع في وقتنا المعاصر قد اجتاح كافة العلاقات الاجتماعية.. حتى العلاقة بين الزوج وزوجته.. وخاصة حديثي الزواج.. والدليل على تزايد الصراع في العلاقات بين الرجل والمرأة.. هو تزايد حالات الطلاق والانفصال.. وذلك نظراً لأن المرأة لم تعد تقدم الكثير من التنازلات من أجل الاستمرار في حياتها الزوجية.. كما كان يحدث أيام زمان.. بل أصبحت كرامتها واحترام كيانها يأتيا أولا.. وهناك دليل أخر على تزايد الصراع بين الرجل والمرأة يتمثل في تزايد حالات العنوسة.. وذلك خشية أن تقع في فخ الاستعباد الذي ارتسم صورته في ذهنها من أيام زمان.. فالمرأة الآن كالعبد الذي اكتسب حريته و لا يريد العودة إلي العبودية بأي صورة من الصور أو أي شكل من الأشكال. وهو ما قد يكون سبب من بين عدة أسباب لانتشار مشكلة العنوسة.. خاصة في وقتنا الحاضر.

والسؤال الآن.. هل المرأة المعاصرة سعيدة؟.. أم أنها أصبحت حائرة بين ما اكتسبته من حرية وما حققته من مكاسب ومناصب.. وبين ما عليها من مسئوليات ووجبات.. كأمرأة يجب عليها الحفاظ على أناقتها وأنوثتها ومواكبتها للتيارات العصرية.. وكزوجة وأم يجب عليها مرعاة شئون أسرتها.. وكأنسانة يجب عليها أن تقاتل وتناضل لتحقيق ذاتها والعيش في حياة كريمة دون نهر أو قهر..

وهكذا نرى أن الأدوار التى يجب على المرأة المعاصرة القيام بها قد تعددت وتنوعت في وقتنا الحاضر.. وهي بذلك تواجه الكثير من التحديات للقيام بكل أدوارها على نحو متكافئ.

د. نهلة أحمد درويش

دكتوراة في الآداب علم الاجتماع

10/9/2010


خٌلقت أنثى... يالا سعادتي أم يالا تعاستي!!..

حلقت عبر الأزمنة وطرت.. ورأيت ما رأيت.. من خلال البساط السحري عبرت فوق مدن وقرى وبيوت.. وهي هي القصص الخاصة بالبنت.. فهناك بعض البقاع من تتلقى خبر البشرى بالمولود الأنثى بنوع من القبول وأحياناً تصل درجة الفرحة الى دق الطبول. وهناك بقاع أخرى كثيفة النسمات البشرية تتلقى خبر المولودة البنت كالصاعقة وكأنها الطامة الكبرى.. ففي بعض الثقافات هناك من يتواري خجلاً وخزياً من عار أن خلفته "بنات".. ويظل يحول ويجوب ليتزوج بأخرى.. بل ويمكن بأخريات ويصبح هاوي تعدد الزوجات.. حتى يرزق بالولد.. الذي سيخلد ذكراه في البلد.. نسي أو تناسى  ان البنت أو الأنثى هي من ستكبر ومن سترعى وتربي.. من ستلد بنت أو ولد..
حتى في ظل تطورات العالم في القرن الواحد والعشرين.. لا تزال المفاهيم والتصورات الخاصة بالبنت تتوارث وتسري في المجتمع.. تمثل ضغوطا قامعة قاتلة على نفسية البنت.. وتختلف درجة صرامة هذه الضغوط أو القيود الاجتماعية من ثقافة لأخرى ومن فئة اجتماعية لأخرى..
ففي المجتمعات الشرقية على وجه الخصوص تربى البنت منذ طفولتها وكأنها كائن أقل شأناً وقيمة من الذكر.. تحرم من التمتع بالكثير من الحريات والحقوق التي تمنح للذكر.. فقد تمنع من التعليم وفرصة الانفتاح والتنوير إذا ما قرر رب الأسرة (في بعض الفئات وخاصة في الريف والبدو والصعيد) ذلك.. لتقوم الفتاة بالمساعدة في أعمال المنزل.. أو العمل لكسب المال.. أو ليتم تزويجها (راضية أم آبية) حتى ترتاح الأسرة من حمل همها (كبنت).. أو ربما ليكتسب الأب بعض المال من زواجها الذي يراه كنوع من الصفقة المحققة له بعض الربح.
نأتي هنا إلى مشكلة التجارة بالنساء أما من خلال تزويجهن لتحقيق صفقات رابحة.. أو من خلال التجارة التي يديرها أشخاص معينين وتقوم على أسس معينة من التعاملات.. وأحياناً قد يصل الأمر إلى تكوين شبكة دولية.. أو ذلك النوع من التجارة التي تمتهنه المرأة كمصدر لكسب المال وإعالة نفسها وأسرتها.. وبالرغم من نظرات المجتمع التي تدين وتجرم مثل هذه الأنواع والأشكال من التجارة وتضع فاعليها في مكانة المجرمين المنبوذين والخارجين عن الأخلاقيات الاجتماعية.. إلا أن المجتمع قد يكون عاملاً مساعداً لظهور ونمو مثل هذه التجارة.. وذلك بسبب إهمال معالجة ظاهرة الفقر والجهل في المجتمع.. مما يضطر البعض من النساء للجؤ إلى هذه الوسيلة لكسب العيش في بعض الحالات.. ومن المفارقة أننا نجد أفراد بل وجماعات ممن يشجع ويستمتع بتلقي خدمات هذه التجارة.. وانتشار الملاهي ومحال الرقص تدل على أنه يوجد طلب على هذا النوع من التجارة.. وعلى الرغم من نظرة المجتمع (ضمن بعض الثقافات) التي تلصق العار على الراقصات.. إلا أنه في بعض المواقف يتم التعامل مع المشاهير من الراقصات بشكل يحمل القبول الضمني من المجتمع.. ويعكس هذا وجهة من التناقضات الاجتماعية..
شكل أخر من الضغط والقهر الذي تتعرض له المرأة في المجتمع.. وهي مشكلة هجرة الزوج أو عائل الأسرة.. سواء بسبب عمله بالخارج أو بسبب زواجه بأخرى.. وفي كلا الحالتين تضطر المرأة لتخطى الصدمة وحمل المسئولية لإعالة الأسرة والقيام بتربية الأبناء.. والكثير من الظلم المجتمعي يقع على مثل هذه الحالات.. فالمرأة المطلقة تلاحق بنظرات اللوم والعار أينما ذهبت.. والمرأة المعيلة القائمة على تربية أبناؤها أحياناً ما يخرق أذنيها تعليق على تربية أبناءها "دول تربية واحدة ست".. وكأن المجتمع لا يدرك الأدوار التي تقوم بها المرأة، كأم لأبنائها في المنزل وكمدرسة للأطفال ومربية أجيال.. وكراعية لأنشطة اجتماعية عديدة.
وتقوم المرأة كذلك بدور هام ومؤثر في تشكيل العلاقات الأسرية.. فهي الركيزة الأساسية لإقامة مؤسسة الأسرة وتدبير مختلف شئونها.. وهي الشريكة التي تشارك زوجها في مشوار الحياة.. وهي الأخت الكبرى التي تضطر أحياناً لاحتضان الأسرة ورعاية والديها وأخواتها.. وهي الابنة التي تفترش قلب والدها كأميرة متوجة.. وهي الحبيبة التي يكتب فيها الشعر والأغاني لوصف جمالها ورقتها واستحالة الحياة بدونها.. فكم من أغنية كتبت وكم من بيوت شعر سطرت لتصف مشاعر الحب ومتاعب القلب إذا ما حرم الحبيب من رؤية حبيبته.. فهي تعتبر رمز للجمال.. حتى وإن كان ذلك من تصورات الخيال..
ولكن إلى جانب هذا الدور الإيجابي الذي تلعبه المرأة في تشكيل العلاقات الأسرية.. فهي تشارك أيضا بدور سلبي في هذا المضمار.. بكونها سبباً في إنماء مشاعر العداء في قلوب أبناءها إذا ما حدث انفصال بينها وبين شريك حياتها.. وحتى إذا لم يحدث.. فهي تتعمد في كثير من الأحيان خلق مشاعر البعد والجفاء وإقامة حواجز جليدية حيال أسرة الزوج وأقاربه.. وتشهد محكمة الأسرة الكثير من حالات الطلاق الناتجة عن هذه الأسباب.. ناهيك عن صراعات حضانة الأطفال ورؤيتهم وتخوين الطرف الأخر في أمر حمايتهم..
والحقيقة أن المجتمع كما يشارك في صناعة ثقافة القهر للمرأة.. بدءً من كره الرزق بالبنت، وتغذية عقلها بكونها كائن أدني حقوقية أثناء تربيتها، والتحكم في تقرير مصيرها، إبداء الولد بحق التعليم والنصيب الأكبر من التكلفة المادية لتلبية احتياجاته الأساسية والثانوية.. وغير ذلك من الصور التي ساهم الفكر السائد في المجتمع في صناعتها.. الضغوط التي تحول المرأة إلى كائن بشري تعيس يقوم بتأدية مهامه الحياتية مثل الإنسان الآلي فاقد الإحساس والشعور.. ومن تمتلكه التعاسة يفتقد القدرة على العطاء بحب والتراحم بود..
فهو يشارك أيضاً في إنما وتضخيم ثقافة الأنا الذكورية.. ويرجع ذلك بصفة أساسية إلى مفاهيم التربية والتنشئة الاجتماعية.. التي تعظم وتضخم من قيمة الرجل.. وتخسف بقيمة المرأة لأدني الدرجات.. فمن المفترض أن تؤسس عملية التنشئة الاجتماعية على قيم الديمقراطية الداعمة لاحترام الذات الإنسانية.. والتي تؤهل للمشاركة في تحمل المسئولية في العملية التنموية.. وتعتبر الأسرة النواة الاجتماعية الصغرى المصنعة للأيدي والعقول المشاركة في العملية التنموية. والمرأة لها دور مشارك ومؤثر في هذه العملية الصناعية.. ولكن للأسف قد تشارك المرأة أيضا بدور سلبي في العملية الصناعية للتنشئة من خلال تطبيق مفاهيم التفرقة العنصرية بين الولد والبنت.. فكثيرا ما نجد أن الأم تنحاز أكثر لمناصرة الولد.. ويعكس هذا نوع آخر من التناقضات الاجتماعية.. فالبنت التي عانت من بعض أشكال الظلم والقهر أثناء مراحل حياتها المبكرة.. تمارس نفس الأسلوب وتطبق سياسة عدم الإنصاف في التربية عندما تكبر وتصبح أماً.
لا يدعو هذا المقال إلى المساواة الندية.. بل يدعو إلى تبنى الديمقراطية في تنظيم الواجبات والحقوق للذكر والأنثى، فكل منهما له مسئوليته ودوره في تعمير الأرض.. فلقد سعت كاتبة المقال إلى تشريح وتحليل بعض نماذج العلاقات الاجتماعية المتواجدة في المجتمع.. ومن المؤكد أنها نماذج لا تصل إلى درجة التعميم، ولكنها بطبيعة الحال تعكس بعض أمراض ومشاكل بالمجتمع مؤرقة لحياة أفراده. ولعل الموضوع حيوي ويجسد جانب كبير من واقعنا المعاش.. ويحتاج للمزيد من اهتمام المفكرين.. والمزيد من اهتمام أجهزة الإعلام لإعادة صياغة المفاهيم الخاصة بتنشئة البنت والولد، المفاهيم الخاصة بتثقيف المرأة ومشاركتها في الأنشطة المختلفة، المفاهيم الخاصة بالذكورة حتى يكون راعي يساند وينمي فكر ودور المرأة في الحياة الاجتماعية.
د. نهلة أحمد درويش
دكتوراه في الآداب - علم الاجتماع
3/9/2011

أبواب وعوالم .... أبواب وعوالم ..... أبواب وعوالم


في لحظة من لحظات التأمل.. محاولة فلسفة مواقفنا الحياتية.. الليلية والنهارية.. أدركت أن حياتنا ما هي إلا أبواب وعوالم..
ندخل عالمنا الأول.. باب الحياة.. حيث يستقبلنا الأهل والأحباب بالفرحة والتهليل ورش الزهور وروائح البخور والعطور.. ثم نحبو ونتعثر محاولين تعلم المشي دون تعثر.. ثم ندخل عالم جديد يسمى عالم المعرفة والتعلم.. في بعض الأحيان الدرس يكون قاسي.. لكن النتيجة أننا نتعلم.. نكتشف شيء جديد.. قد يكون مبهر.. قد يكون مذهل يدفعنا لخوض المزيد من التجارب والمحارب.. وقد يكون محبط.. يسقط من عزيمتنا وقوتنا ويزيد من تخوفنا لخوض الجديد من التجارب.
ونسير في الحياة دربا.. لندخل أبواب وعوالم أخرى.. عالم الطفولة المليء بالإنبهار بما نكتشفه عن العالم المحيط.. فعالم الطفولة عالم تنسجه الأفكار الخالية والتصورات الذهنية التى تنقل من خلال أبواب وعوالم أخرى (الأب والأم.. الأقارب.. وسائل الإعلام والتكنولوجيا).. ومن خلاله يتم تشكيل وعينا وقيمنا المحددة لما هو مرغوب وغير مرغوب.. قيم الخطأ والصواب.. الخير والشر.. وتختلف طبيعة هذه العوالم باختلاف التراث الثقافي وأبوابه النابعة منه..
وتمر الأيام والليالي لندخل عالم الشباب.. لتتغير تصورتنا عن العالم وعن علاقتنا بالأخر.. ويسيطر علينا الأمل والإيمان بإمكانية تغيير العالم وتحقيق الأفضل وتطبيق القيم المثالية والدعوة للديمقراطية والحرية.. وتبني الأعمال الخيرية.. ومحاولة المشاركة السياسية والعلمية والعملية.. وكلها أبواب قد تفتح وقد تغلق من خلال أشخاص في محيط حياتنا.. أشخاصً بيدهم مفاتيح هذه الأبواب.. فإما أن يكونوا سبباً في فتح الباب للترقي والتقدم والصعود.. وإما أن يكونوا سببا في هدر الطاقات البشرية والملكات الإبداعية.. وإدخال الظلمة واليأس إلى قلوب كانت خضرة يانعة مزهرة..
ونتخرج من باب الكلية أو الجامعة.. حيث تلقينا العلم وفروعه المتخصصة.. وألتقينا بالأساتذة والزملاء.. عشنا معهم أيام فرح ومرح.. واجتهاد لتحصيل العلم.. ومعاناة إجتياز الامتحانات..
ونندمج في عالم الأصدقاء والمعارف ومحاولة مصاحبة كل من هو عارف.. زاعما فهمه بكل العوالم.. ومن بين عالم الأصدقاء ننتقي بعض الأوفياء.. ليكونوا صحبة في الشدة.. وعونا في إعداد العدة للتداوي من الأحزان.. ومشاركتنا الفرحة في تزين البنيان.
وهناك عالم الفيس بوك.. بشبكته الإفتراضية ومجموعاته التي تطرح أفكار وقضايا قد تكون عميقة ومؤثرة وهامة.. وقد تكون سطحية وتافهة.. ويعتبر عالم الفيس بوك من العوالم الجديدة التي دخلت حياتنا وأصبحت تشغل نصيب لا بأس به من وقتنا واهتمامنا..
وتدور الأيام بعد تخرجنا من باب الكلية أو الجامعة.. وبعد عدة شهور أو سنوات ندخل باب العمل.. والصراع للحصول على فرصة عمل مناسبة.. ونعيش حياة الصراع والمنافسة من أجل إقحام أنفسنا للصعود في سلم الترقي الوظيفي.. وإذا حالفنا الحظ للوصول إلى منصب عالً.. أو تأسيس أسم وتجارة ناجحة رائجة.. ندخل عالم القلق والخوف على ما جنيناه من مزايا.. التى من أجلها تلتف من حولنا الرعايا.. وهنا ينفتح أمامنا باب حب الجاة والمال والسلطة والنفوذ.
وقد يعينا القلق ويرهقنا خوفا على ما بأيدينا من ثروة وما تمنحه لنا من قوة.. فندخل عالم المرض.. وما أدراك ما عالم المرض.. حينها ندرك قيمة الصحة ونقول ليتني لم أسعى لهذا الغرض.. جمعت مالا وعددته.. ولم ينفعني في شدتي عند المرض..
وهنا قد ندخل عالم السخافات والحماقات.. والندم على ما هو فات.. ونظل نتمنى محو ما أكترفناه من سخافات وحماقات عن قصد أو عن دون قصد.. ومن أخطائنا نظل نتعلم.. طوال حياتنا نظل نتعلم ونتلقى الدرس المستفاد مما هو فات.. لعلنا ندرك الحكمة عند التخطيط لما هو آت..
وتمر الأيام لنصل إلى عالم الشيخوخة وكبر السن.. عندما ينال الشيب منا.. تذهب عنا قوتنا وصحتنا بالتدريج.. نظل نتذكر أيام شبابنا.. ومغامرتنا التي لا تخلوا من عزم وقوة حماس الشباب..
وقد يكون لعالم الشيخوخة رونقه ووقاره الخاص.. الإ أن مشاكله قد تكون أشد قسوة.. صحيا أو اجتماعيا أو نفسيا.. كل حسب حالته وأوضاعه الخاصة..
وبأمره سبحانه وتعالي.. يستوفى الآجل.. يغلق الباب وندخل تحت التراب.. حيث يقام الحساب ويعرض الكتاب.. ويتم وزن الحسنات والسيئات ونتيجة أعمالنا في مختلف أبواب الدنيا وعوالمها.. وعندما يغلق الباب ويفارق الأهل والأحباب.. نعيش في عالم لا يدرك الأحياء خفاياه ونظمة وقوانينه.. اللهم إلا من خلال ما ذكر في بعض الأحاديث القدسية.
ولكن بالرغم من وجود الباب الفاصل بين عالم الأحياء وعالم الأموات.. تنمو بداخلنا نحن الأحياء علاقة روحانية نورانية وحنينية لمن فقدناهم من أحباب.. علاقة تجعلنا ندرك قيمة عملنا في عوالمنا الحياتية.. وأن الحياة الدنيا ما هي إلا باب.. يتوجب علينا أن تجتازه بنجاح لدخول عالم آخر.. عالم الآخرة..
وهكذا نرى انه على الرغم من اختلاف الألوان والأجناس واللغات.. إلا أن الإنسانية تشترك في عوالم بذاتها.. عالم الحياة والموت.. عالم الفرح والحزن.. عالم الضحك والدموع.. عالم العمل والمال.. عالم الحب والكره.. عالم السلام والحرب.. وتتوالى العوالم.. والله وحده هو العالم بشئون الخلائق بما يحتويه من خفايا وحقائق..
د. نهلة أحمد درويش
دكتوراة في الآداب علم الاجتماع
9/10/2010

أبي و أمي ...... شكراً .......

من المؤكد أن مهمة تربية وتنشة طفل من أصعب المهام ولكنها تعتبر أيضاً من أسمى الرسائل التي كلف الله عز وجل بها عباده على وجه الأرض.. ومع هذا التكليف يمنح الله مشاعر وجدانية خاصة لفلذات الأكباد.. حب خاص ينمو في قلوب الآباء والأمهات مع نمو أطفالهم مهما كان شكلهم أو طبعهم.. أصحاء كانوا أم بهم علة..
ومع صعوبة المهمة تكون عظمة القوة والعزم والتصميم على حمل الرسالة وأداءها بنجاح.. وعلى ضوء النماذج الناجحة يتجلى جمال المعنى الذي ترسمه الصور الحياتية من التضحية والنضال والمثابرة والكفاح.. ومع قوة الجهد يكون عظمة النجاح والإثمار..
عطاء الأب والأم يتسم انه له طعم وطبيعة خاصة.. يتسم بالاستدامة دون انقطاع.. يتسم بالعطف والحب دون امتناع.. يتسم بسخاء المنح دون انتظار مقابل أو أخذ مكافأة على بذل الجهد وخدمة الأبناء.. وتتواصل نماذج العطاء حتى من خلال آباء وأمهات غير فعليين.. فهناك نماذج عدة من الشخصيات المعطاءه لتشمل برعايتها أبناء قد لا يوجد بينها وبينهم صلة دم.. وإنما تنمو بينهم علاقات أبوة وبنوة وثيقة الروابط وقد تكون أقوى من روابط صلة الرحم الأصلية  .......
كثيرين حرموا من نعمة الإنجاب.. كثيرين فقدوا فلذات الأكباد وذاقوا ألم الفراق.. ولكن منهم كثيرين أيضاً لم يتوقفوا عن المنح والعطاء.. معظمها أو أغلبها نماذج رائعة مشرفة تستحق التكريم وشهادات التقدير والاحترام.. تستحق الشكر الخالص على ما قدمته من تضحيات.. على رأسها تلك الأسر التي ضحت بأعز ما لديها.. أبناءها.. شهداء 25 يناير.. وآخرين فقدوا أرواحهم في حوادث وكوارث أخرى: كنيسة الأسكندرية، عبارة السلام 98، صخرة الدويقة، محرقة قصر ثقافة بني سويف، حادث قطار قليوب.. وغيرها العديد من الحوادث والكوارث التي تسببت في إدخال مشاعر الحزن والأسى على كثير من الأسر نتيجة فقد أحد أو بعض أفرادها  ......
ولذا يتوجب علينا توجيه شكر خاص لتلك الأسر.. وخاصة أسر شهداء 25 يناير.. لتقديم أرواحهم دفاعاً عن قضية حيوية وهامة لإرساء قيم العدالة والديمقراطية وعصر جديد من الحرية والحماسية في المشاركة والتعبير عن الرأي.. وخير دليل على ذلك تجربة 19 مارس 2011 في الاستفتاء على التعديلات الدستورية ....
فلكل أب وأم جل التقدير والاحترام وأشرف صور التكريم.. وتتجسد أشرف صور التكريم في كتاب الله الكريم حينما أوصى بتكريمهما خير تكريم وعدم نهرهما بحرف والإحسان في معاملتهما ورعايتهما  .....
فشكراً أبي وأمي على ما قدمتوه من عطاء بسخاء ومتابعة المثابرة مهما كانت مشقة العناء.. صورة من الكفاح والعزيمة لمواجهة أقدارنا بشجاعة وعبور رحلتنا الحياتية وأداء الرسالة بدرجة عالية من النجاح.. نجاح يجسد جمال تجربة الألم وتعب السير على القدم.. جمال يجسد الصور الإبداعية والأساليب الذكية لبعض النماذج الحياتية.. نماذج تمسكت بقدر من التحدي والقوة لتعبر الأزمة وصعاب القسوة.. قسوة ظروفنا الحياتية.. وأوضاعنا المعيشية ....
وأخيراً اسجد لله شكرا على أن منٌ علي بمنحي أب وأم كانا لي خير عون في اجتياز الأزمات المرار.. وتنشئتي لأكون من المواطنين الصالحين الأخيار.. ولذا اقولها بحق.. أبي وأمي.. شكراً. وشكراً لكل شخص قام بنجاح في أداء رسالة الأبوة / الأمومة لأبناء من دمه أو لأبناء مجتمعه.. وساهم بفاعلية في بنائهم وتقدمهم للأمام. ولهذا يستحقوا أعلى الأوسمة وشهادات التقدير والحب والإعزاز  ....
وختاما أقول.. أن الأب والأم نعمة كبيرة في حياتنا.. فرجاءً أدركوا قيمة هذه النعمة قبل ذهابها من بين أيديكم.. وصدق الله العظيم حينما أوصى بالوالدين في كتابه العظيم..
د. نهلة أحمد درويش
دكتوراه  في الآداب - علم الاجتماع
20/3/2011

ما هي الأشياء تدفعك إلى عدم الارتبـــــــــاط

         الإجابة ثلاثة أسباب ربما تدفعك إلى عدم الارتباط...
 قد تفضّل بعض النساء البقاء وحيدات
وعدم الارتباط و لهنّ أسبابهنّ الخاصّة
التي قد لا يفهمها الرجال. إنّ الوحدة تسمح للبعض منّا بفعل ما يشاء و بالحفاظ على حريّته ،
و لكن إن كنت من نوع النساء اللواتي يفضّلن الارتباط و أنت لا تنجحين في علاقاتك العاطفية ،
فمن الطبيعي أن يظهر سبب وجيه...
إليك ثلاثة من الأسباب التي قد تدفع أيّ امرأة
إلى عدم الارتباط.
1- تظنّين أنّ الرجال لا يستحقّون العناء
لا تعرف المرأة إجمالاً أين قد تلتقي بفارس أحلامها والأمر صعب عليها بعد علاقات عاطفية فاشلة. إنّ للمرأة مواصفات عن شريكها المستقبليّ وقد تحاول هذه الأخيرة أن تبحث عنها في الرجل الذي يطلب يدها أو في رفيقها ولكنّها لن تنطبق عليه ما يجعلها تصرف النظر عنه لأنّها تشعر بأنّه لن يسعدها في المستقبل. إنّ هذا الاعتقاد خاطئ لأنّ قد تبحثين طويلاً عن الرجل المثالي ولكنّك ربّما لن تجديه ولكن ستعثرين على شخصٍ يقدّرك ويحترمك ويحبّك وينفّذ لك كلّ ما تطلبين.
2- لا تعرفين كيفية التصرّف في العلاقة
قد لا تكون مشكلتك في إيجاد الشخص المناسب ولكنّها تكمن في إبعادك له ... عليك أن تعيدي النظر في طريقتك في التعامل مع الرجال ، فربّما تصرّفاتك هي المشكلة ولكن لا أحد يخبرك بذلك. حاولي أن تنتبهي إلى كلّ ما تقولينه و تفعلينه و أنت مع الحبيب لأنّ الأخطاء ممنوعة إن كنت تودّين أن تُظهري للحبيب مدى إعجابك به وسعادتك بالقرب منه...
3- إنّك تيأسين بسرعة لا تحبّ المرأة أن تبقى يائسة طيلة الوقت و لكن إن أمضت وقتها كله وهي تتذمّر و تخاف على مستقبلها و لا تعرف كيف تخرج من حزنها ... عليها أن تفرح فالفرص التي تُتاح للمرء في يومٍ قد لا تتكرّر في اليوم الثاني ، عليها أن تستفيد من اللحظة وترتاح، إنّ الرجل يعشق المرأة التي تبتسم و تضحك دائماً و لا تترك الهموم الحياتية تؤثّر عليها أو على علاقته بها.
تلك بعض الأسباب التي قد تمنعك من الارتباط، و لكن هل السبب الأساسي هو خوفك من الالتزام بالبيت والأبناء ، أم سببٌ من الأسباب المذكورة سابقاً ؟
باب المناقشة مفتوح معاكم على حسابي بالفيس بوك وتوتير في أنتظركم


لماذا يا ترى يكره الجن والشياطين العجوة والتمر بأنواعه ؟؟؟
ولماذا أوصانا رسولنا صلى الله عليه وسلم بأن نأكل 3 - 5 - 7 تمرات في الصباح ؟؟؟
وأن الأفضل أكل 7 تمرات
مؤخرا كان الاكتشاف التالي. . .
فمنذ وقت قريب اكتشف أن أكل التمر
أو البلح يولد هالة زرقاء اللون
حول جسم الإنسان  و وجد أن تلك الهالة الطيفية ذات اللون الأزرق تشكل درعا واقيا وحاجزا مانعا لعديد من الأمواج الكهرومغناطيسية اللامرئية ؟?
من الجن والحسد و السحر
و العين الحاسدة ?
وخلافه ..
والجن يصبحون غير قادرين على اختراق هذا الحاجز الذي ولدته الطاقة المنبثقة من العناصر الموجودة في التمر، وخاصة عنصر الفسفور الغني بالالكترونات والتي تزيل الشحنات الموجبة التي يحبها الجن ومظهرها الإثارة والتهيج لدى الإنسان ..
ومن المعروف أن مركبات هذا العنصر إشعاعات تألقية فوسفورية تدعم الطيف الأزرق وتمنع اختراق الجن لهذا الحاجز الطيفي في حين أنهم قادرون على اختراق كافة الأطياف والتعامل معه
فماذا تقول عن ذلك منتظر التعليق عبر الايميل أو على حسابى على الفيس بوك أو توتير للمناقشة

العنف داخل الأسرة يدمر استقرار المجتمع

**************************
يعد العنف الأسرى من أهم الأخطار والأمراض التي تهدد الأسرة العربية عموماً وتحمل بين طياتها عوامل انهيارها و تصدعها وتدميرها ....
وهذا العنف له العديد من الأسباب نعرض له نبحث عن الأسباب  و كيفية مظاهر العلاج وصلنا لعدة أسباب منها  الذاتية من الإنسان نفسه ومنها الاقتصادية والاجتماعية و غيرها.
أولا: الأسباب الذاتية:-
وهى التي تنبع من  الإنسان وتقوده إلى ممارسة العنف و من بينها ما تربى عليه من مبادئ في صغره وما عايشه من عنف في من قديم الزمان أو الجهل بأسس الحياة الزوجية و أسس التربية
و يمكن حصر الأسباب الذاتية في الآتية::::
فسيولوجية
ارتباط العنف بالعنصر الذكرى أمر يكاد يكون واضحا عبر المجتمعات حيث إن العدوانية والعنف تكاد تكون من طبع الرجال أو أن الرجال يرتكبون مثل هذا السلوك أكثر من النساء ولقد توصلت الدراسات إلى أن هناك علاقة بين ارتفاع مستوى هرمون الذكورة والميل للعدوانية لدى الرجال .
تعاطي الكحول والمخدرات
فهي تؤثر على الجهاز العصبي للإنسان وربما يصل الأمر إلى فقدان السيطرة و التركيز وعدم الإدراك بشكل جيد و يكون اللجوء إلى العنف أكثر سهولة عند الشخص الواقع تحت تأثير الكحول  و المخدرات 
العاهات الجسمية
فلها آثار سيئة على  العلاقات الأسرية التي قد تؤدى إلى سوء العلاقات و تدهورها أو ضعف المكانة وما يترتب ذلك من الفشل في أداء الدور الاجتماعي للفرد مما يؤدى بالفرد إلى الإحساس بالقلة أو العار و بالتالي تنكمش العلاقات داخل الأسرة وقد تؤدى العاهات الجسيمة إلى اعتماد الفرد على الأسرة اعتمادا كبيرا في قضاء شئونه و يترتب على ذلك  الشعور بالضيق أو اليأس و يصبح الفرد سريع الاستثارة والغضب و يترتب على ذلك مشكلات داخل الأسرة وقد لا تحتمل  إشباع احتياجات ذي العاهة وتضيق به و تظهر منها علامات الرفض و النبذ مما يسبب الكثير من الاضطرابات الأسرية و تظهر آثارها بصورة كبيرة إذا كان ذو العاهة هو رب الأسرة ، فتسبب له ضعف قيادة الأسرة و يفقد مكانته و قد يدفع ذلك بالزوجة إلى الخروج إلى العمل و تنتقل إليها القيادة و قد تنشغل عن العناية بأطفالها و تنشأ المشكلات .
العوامل العقلية والنفسية
ليس هناك من ينكر أن العوامل العقلية و خصوصاً مستوى الذكاء
ترتبط بدرجة كبيرة باستقرار الأسرة و تجنب المشكلات أو ظهورها أو زيادتها فمستوى الذكاء يؤدى إلى الاختلاف بين تفكير الزوج و الزوجة
و عندئذ تظهر المشكلات المتعددة داخل الأسرة
و إذا كانت الزوجة ذات ذكاء مرتفع عن الزوج فقد يؤدى ذلك إلى نزوعها إلى السيطرة والتحكم في شئون الأسرة وقد تنتزع القيادة من الزوج
الأمر هنا ينشأ عنه صراعات خطيرة قد تهدد كيان الأسرة و قد تصيبها بالانهيار ومما لا شك فيه أيضا أن الصحة النفسية لها التأثير الكبير على العلاقات الأسرية سواء بين الزوجين أو بين الوالدين و بين الأطفال
ثانياً: الأسباب الاقتصادية:
العامل الاقتصادي في كثير من المجتمعات مسئولاً إلى حد كبير عن الأزمات الأسرية فالفقر أو البطالة يؤديان إلى نقص الموارد المادية مما يخلق أزمات أسرية لأفراد الأسرة و الشعور بالقلق و الخوف،
و قد يكون في بعض الأحيان من أسباب تشرد الأطفال أو مزاولتهم التسول
لعدم كفاية الموارد المادية وقد تضطر الأم إلى العمل وبذلك تضعف قوتها و يقل اهتمامها بشئون الأسرة مما يتسبب في نشوء شقاق و أزمات و المسكن الضيق أيضًا إلى التوتر الدائم بين أفراد الأسرة نتيجة ضيقهم من بعضهم البعض بسبب عدم توافر المساحة اللازمة للحركة وينعكس هذا التوتر على للأطفال مما يعرضهم للانحراف
و لقد تبين أنه توجد علاقة إيجابية بين ظاهرة العنف لدى الطلاب والشباب و بين تفشى البطالة و المعاناة الاقتصادية والاجتماعية لأن الزوج الذي يتعرض للمعاناة والصراعات في مجال عمله يشعر بــــ " اللاقوة » في التحكم في عمله أو التعامل مع زملائه أو أي عنصر أو أي عناصر أخرى في البيئة الخارجية
لكنه عندما يعود إلى منزله يمارس القوة على أفراد الأسرة
الذي ينشأ في أسرة متصدعة الأركان يفقد عناصر الرعاية الصحية و التوجيه السليم و لذلك فإن مجرد انتماء الطفل إلى هذه الأسرة يجعله معرضًا للانحراف .
ثالثًا: الأسباب الاجتماعية:
العادات والتقاليد التي اعتادها المجتمع و التي تتطلب من الرجل حسب مقتضيات هذه التقاليد قدراً من الرجولة بحيث لا يتوسل في قيادة الأسرة بغير العنف و القوة وذلك لأنهما المقياس الذي يمكن من خلاله معرفة المقدار التي يتصف به الإنسان من الرجولة وإلا فهو ساقط من عداد الرجال وبناء عليه فأسباب متعددة و متشعبة حسب البيئة
ويمكن إجمال هذه الأسباب فيما يأتي :-
التفكك الأسرى وغياب دور الآباء
الأسرة الصالحة القائمة أفرادها بما أمر الله تعالى به بالأمر بالمعروف و النهى عن المنكر و مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب و حملهم عليها و نهيهم عن الفساد و سوء الأخلاق في القول و الفعل سوف يظهر الفرد  بالمظهر الحسن في قوله وفعله وجميع تصرفاته داخل الأسرة وخارجها لكن قد يعيش الفرد في أسرة مفككة ليس لها من يشرف عليها
لا تعرف شيئًا عن أولادها و ما يتلقونه و من يجالسون و المواقع التي يدخلوا عليه بالانترنت فتكون سبباً في انحراف الأولاد لتوفيرها و تجلب لهم أسباب الانحراف لهم من المسكرات والمخدرات و دعارة وغيرها.
وتكاد تجمع غالبية الدراسات في مختلف المجتمعات العربية و الغربية على وجود علاقة قوية بين الأسرة المتصدعة و انحراف الأحداث فغياب أحد الأبوين أو كليهما عن البيت لأي سبب من الأسباب ينعكس سلباً على حياة الأطفال ويفقدهم الشعور بالأمن والاستقرار و بالتالي يؤدى إلى خلل واضطراب في العلاقات الأسرية.
- عدم الامتثال للسلطة الأبوية:
اتجهت المجتمعات تحت تأثير العولمة إلى رفض فكرة السيطرة الأبوية و وقوف الحركات النسوية إلى جانب هذا التوجه و رفعهن شعار معاداة " الأبوية " ساهم في خلق حالة من الحساسية من قبول أي من توجيهات الأب و التمرد عليه
و زاد الأمر سوءًا من دوائر التشريع بالمجتمعات الغربية إلى منع الأبوين من تأديب أولادهما.
فقد تأتى فكرة رفض السلطة الأبوية في غالب الأحيان من قبل الزوجة وهى ما يطلق عليها البعض مصطلح " المسترجلة ".. إن هذا النوع من الزوجات يكون مشبعاً بالتسلط والتحكم و تحب دائماً أن يكون لها مركز الصدارة بالأسرة بمعنى أن يحتل الزوج مركزاً ثانوياً فنجد هذه الزوجة إذا وجدت مع زوجها في مجلس أو اجتماع عائلي تحاول جاهدة أن تزهو بسيطرتها عليه فتعمل على مقاطعته أثناء الكلام و الاعتراض على آرائه و محاولة التقليل من أهميتها.
ومن هنا نجد فيها من صفات غير مألوفة بين النساء العاديات تصبح مصدر قلق مما يؤدى إلى سوء العلاقات بينهما فيختل التوافق الأسرى
ثم يكون ذلك سبباً من أسباب العنف داخل الأسرة
وقد يأتي رفض سلطة الآباء من قبل الأبناء وخصوصاً من هم في سن المراهقة لميلهم إلى فكرة الاستقلال و تأخذ شكل الثورة و التمرد و التهديد أو قد تتطور و الهروب من المنزل أو ترك المدرسة و يصعب على كثير من الآباء مواجهة مثل هذه الأمور ويعتبرون هذه النزعة نوعا من الانحراف الذي يجب أن يقابل بمنتهى الحزم والقسوة حتى يرتد الشباب أو الفتاة ويرجع إلى سيرته الأولى ويعود إلى طاعتهم والامتثال لأوامرهم.
- مشاهدة الأبناء لمشاجرات الآباء:
مما يؤسف له أن نجد بعض الآباء من الذين اعتادوا المشاجرات والعنف داخل الأسرة يفعلون ذلك بحضور الأبناء ولا يبالون بمدى تأثير مثل هذه التصرفات على الأبناء مستقبلاً و بخاصة عندما يكون بمزيد من التسلط بل إن صح التعبير بمزيد من العنف والقسوة، الأمر الذي من شأنه أن يترك أثراً لدى الأبناء ويكون سبباً فيما بعد لممارستهم لهذا العنف ضد ذويهم من أفراد الأسرة وبالتالي فإن مشاهدة الأطفال لنموذج عدواني تجعلهم يقومون بتقليده فلا غرابة إذا رأينا الطفل الذي يشاهد أباه يحطم كل شيء حوله عندما ينتابه الغضب أن يقوم بتقليد هذا السلوك العدواني.
- عدم المساواة بين الأبناء:
من العوامل التي تساعد على انتشار العنف داخل الأسرة، عملية التفريق بين الأبناء في العطايا أو الهدايا و حتى في الحب و الحنان فإيثار بعض الأبناء على البعض من شأنه أن يزرع بذور الحقد والكراهية منذ الصغر و هذا يؤدى فيما بعد إلى تصاعد وتيرة العنف داخل الأسرة سواء بين الأبناء وآبائهم و بخاصة عندما يصل الآباء إلى سن الكبر و قد يحدث العنف فيما بين الإخوة نظراً لما يكنه بعضهم لبعض من الكراهية التي تأسست منذ الصغر وعند ذلك فلا ينفع الندم من الآباء بل عليهم أن يحصدوا ما زرعوه بين أبنائهم، فالأبوان تقع على عاتقهما المسئولية الكبرى في تدعيم المحبة و تقوية الصلة بين أولادهما ، وإذا كان هذا واجبهما فإنه لا يليق يهما أن يسهما في بذر بذور النزاع و الشقاق بخلق الفتنة بينهم عن طريق التفضيل والتمييز بينهم في المنح والهبات فإن هذا بلا شك يزرع العداوة و يقطع الصلات التى أمر الله بها أن توصل.
- الانهيار الأخلاقي:
من أخطر أسباب العنف داخل الأسرة الانحراف الذي يحدث من أحد الزوجين بإنشاء علاقة غير شرعية خارج نطاق العلاقة الزوجية و سنلاحظ أن القتل يحدث لمجرد الشك أو الإشاعة دون التحقق من وقوع الجريمة ومن ذلك الزوج الذي يقرر قتل نفسه وأولاده بعد أن اكتشف أنه عقيم لا ينجب ، و الزوج الذي يقتل زوجته لإصرارها على العمل وشكه في سلوكها ، و نجد الزوجة التي تطلب الخلع من زوجها لاكتشافها خيانته.
إن انحراف الوالدين أو أحدهما أو كليهما ، من أهم عوامل الانهيار الخلقي داخل الأسرة بل و أخطرها،
و انحراف أكبر الأبناء أو البنات و ليس من الضروري أن يقوم الوالدان أو الإخوة الكبار بعمل إيجابي لإرضاع الأطفال هذا الانحراف بل يكفى أن يشب الحدث في هذه البيئة الفاسدة و يصبح ارتكاب الجريمة بالنسبة له أمراً عادى جداً ً!
- غيرة الزوجة على زوجها  :::
الغيرة سبب رئيسي من أسباب العنف و المشكلات الأسرية و من العسير القدرة على أن نعد ونحصى المآسي الإنسانية التي تقع بسبب الغيرة في كل يوم تطالعنا الصحف والمجلات بالكثير من المشكلات الأسرية التي تصل إلى حد قتل الزوجة زوجها بالسكين أو  بالرصاص خاصة إن كان هناك طرف ثالث في قصة غرام.
- تبلد الزوجة الجنسي::::
من أسباب العنف الأسرى تبلد الزوجة الجنسي و تمنعها عن زوجها حين يرغبها، وهذا الأمر حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: " إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته ولو كانت على التنور "
و أسباب تمنع المرأة عن زوجها في هذا العصر تختلف قليلاً عما سبق خاصة عند المرأة العاملة التي تعانى من ظاهرة اليوم المزدوج داخل البيت وخارجه في كثير من الأحيان تحت تأثير التعب والإرهاق.
- التنشئة الخاطئة للأطفال:
هناك اتفاق على أهمية الأسرة ودورها في تنشئة الطفل فمن خلال الأسرة يحصل الطفل على أهم احتياجاته النفسية و هي الشعور بالحب و الأمان و بأنه مقبول ومرغوب فيه ومن الأسرة يتعلم كذلك الخطأ و الصواب و ينال التشجيع ..
فالتنشئة الخاطئة التي تقوم على القسوة الزائدة أو اللين الزائد في المعاملة و التي تذهب الرقابة فيها إلى حد التقييد الزائد للحرية أو إلى حد الإهمال و السلبية .
من شأنه أن يؤدى إلى تصاعد وتيرة العنف لدى الأبناء مستقبلاً نتيجة هذه التربية الخاطئة أو ما يطلق عليها البعض بالتنشئة الأسرية الناقصة و يبدو أن عادة العنف تتكون في الفرد منذ وقت مبكر في حياته من خلال العلاقات الشخصية المتبادلة و ينتج هذا الاتجاه من فشل الوالدين في القيام بالتنشئة الاجتماعية و عدم تحمل المسئولية الاجتماعية، و تؤدى تربية الطفل الخاطئة إلى نقصان شعوره بالثبات والاتزان وحاجته إلى التأييد العاطفي و يخلق ذلك نزاعات مبالغًا فيها من توكيد الذات أو الدفاع عن الذات.
- دور الإعلام:
المحطات الفضائية بلغت الانتشار حتى أصبح العالم في قبضة جهاز ينقل المشاهد بين أنواع القنوات في جميع العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، متعددة الأشكال والعقائد، يدخلها الصغير والكبير والذكر والأنثى والعالم والجاهل والمثقف وقليل المعرفة وأصبحت الشغل الشاغل لجميع الطبقات ومن لا يعرف سمومها وسعيرها وأمراضها الفتاكة مع ما تحمله من غزو فكرى و إثارة للغرائز إضافة إلى تخصيصها مواقع و قنوات لنشر الأفلام المتضمنة للجرائم من المطارات و مقاومة رجال الأمن و السطو و إفساد الممتلكات و إطلاق النار مما تسمى بالأفلام البوليسية و لعدم تحصين الطفل عما تبثه من تيارات فاسدة و أفكار هدامة سببت له الانحراف بوقوعه في الجريمة و تطبيقه لما يشاهده فيما بعد تأثره بها.
و قد ظهر عامل جديد أجمع الباحثون على تحميله المسئولية الكاملة للتصرفات العدوانية والتخريبية التي يقدم عليها الشباب ، هذا العامل يتمثل في بعض البرامج غير السليمة التي أصبحت تذاع دون ضابط في التلفزيون مثل أفلام العنف التي توضح طرق ارتكاب الجريمة و تؤثر تأثيراً مدمراً على الشباب وصغار السن، مما يدفعهم في النهاية إلى محاولة تقليد ما يشاهدونه على الشاشة الصغيرة.
لهذا وجوب الاهتمام بالبرامج الدينية لتوعية المواطنين وتدعو الإعلاميين المتخصصين إلى أن يقدموا للشباب جميع أشكال السلوك السليم وكذا الاهتمام ببرامج محو الأمية فالتعليم ينمى في المرء القدرة على التحكم في الذات و النفس