قابليني على النت..؛؛
هدى محمد نبيه

بعد انتهائي من إحدى الدورات التدريبية وعند خروجي من قاعة الندوات سمعت إحدى الفتيات المتدربات تقول لزميلتها: قابليني على النت..!
تعجبت كثيرا لهذه المقولة،
فيما مضى كنت أنا وصديقاتي نتفق على أن نتقابل في منزل إحدانا أو نتقابل في احد النوادي أو المنتزهات العامة، فماذا حدث في هذه الأيام؟، فعندما أسير بالقرب من نوادي الانترنت أجد فيها من الفتيات ما يزيد عن عدد الشباب، فهل تغير تفكير الفتيات وتغيرت عاداتهن؟، فأصبحن يفضلن الجلوس أمام الجهاز العجيب بدلا من الخروج ولقاء الصديقات، أصبحت الشاشات الالكترونية أكثر جذبا لانتباههن عن صفحات الكتب والجرائد والمجلات، حتى الألعاب صارت الكترونية أيا كانت الألعاب، لقد أصبح جهاز الكمبيوتر بشكل عام والانترنت بشكل خاص هو الأساس في حياة كل فتاة، تصحو من النوم لتضغط على جهاز التشغيل وتغلقه حينما تخلد للنوم، وكأنه صار الهواء الذي تحيا به طوال اليوم، فهل ما وصلت إليه بناتنا وأخواتنا من إفراط في استخدام شبكة الانترنت جدير بأن يطلق عليه لفظ "إدمان"؟، هل أصبح هذا الاستخدام المفرط يرقى إلى مرتبة إدمان السجائر والمخدرات؟، وهل هناك طريق يمكننا من التخلص من سيطرة هذا الجهاز على عقول فتياتنا؟؟
تزايدت في الآونة الأخيرة البحوث النفسية التي تؤكد على أن الاستخدام المبالغ فيه لشبكة الإنترنت يسبب إدمانا نفسياً يشبه نوعاً ما في طبيعته الإدمان الذي يسببه التعاطي الزائد عن الحد للمخدرات والكحوليات. ويذكر أن"إدمان الإنترنت" لم يصنف بعد ضمن قائمة الأمراض النفسية المعروفة، حيث مازال الغموض يحيط بهذه الظاهرة، إذ لم يتفق أطباء النفس جميعاً على وجود"إدمان الإنترنت" كمرض قائم بذاته، حيث يعتبر البعض أنه اشتقاق من حالات إدمان أخرى مثل الإدمان على الشراء أو المقامرة أو إدمان المواقع الإباحية.
هل أنتي مصابة بمرض" إدمان الانترنت"؟
أعراض الإصابة بمرض إدمان الانترنت:
1 – الشعور بالوحدة.
2 – الإحباط الدائم نتيجة الفشل في الدراسة أو العمل وذلك بسبب قضاء وقت طويل جدا أمام جهاز الكمبيوتر وإهمال ما دون ذلك من أشياء أخرى.
3 – فقدان العلاقات الأسرية والاجتماعية، مثل قضاء وقت غير كاف مع الأسرة والأصدقاء.
4 – التفكير الدائم في الانترنت حتى في أثناء بعدك عن الكمبيوتر.
5 – الرغبة الدائمة في زيادة عدد ساعات دخولك لاستخدام الانترنت.
6 – التوتر في حالة عدم استطاعتك لاستخدام الانترنت.
7 – الكذب على من حولك لأجل التفرغ للمزيد من استخدام الانترنت.
فهل تشعرين بأي من تلك الأعراض؟
 فإذا كانت إجابتك بنعم عليكِ أن تسارعي بالعلاج، فعلاج إدمان الانترنت لم يعد مستحيلا رغم انه صعب ويحتاج منك إلى رغبة أكيدة في العلاج، كما يمكنك الاستعانة إما بطبيب نفسي أو احد المقربين لك من أفراد أسرتك.
نصيحة لك أختي :-
إذا ما وجدتي نفسك متورطة في مثل هذا النوع من الإدمان، فلا تخفى عن من حولك تورطك مع الشبكة ألعنكبوتيه، وذلك حتى يستطيعوا مساعدتك على التغلب على الأضرار النفسية الموجودة والناتجة من الإسراف في استخدام الانترنت كالقلق و الاكتئاب.
كيف تعالجين نفسك من إدمان الانترنت؟
إن إدمان الانترنت ليس في اغلب الحالات من أنواع الإدمان التي يصعب الخلاص منها أو علاجها، فلا تنطبق عليه مقولة أنه داء بلا دواء،
 وهناك عدة طرق للعلاج منها :-
1  تغيير الوقت الذي تدخلين فيه إلى الانترنت أو تقومين بتأجيله وتقومين بأي عمل آخر يمكنك أن تتفقي عليه مع أحد من أفراد أسرتك، كالقيام بالتنزه أو ترتيب المنزل أو شراء بعض المستلزمات من خارج البيت.
2  قومي بضبط ساعة منبهه بحيث إذا ما دخلتي على الانترنت وتعديتي الوقت المحدد لكي فان هذه الساعة تعمل على تنبيهك بذلك.
3  قومي بتقليل عدد ساعات استخدامك للانترنت فإذا كنتى تدخلين على الانترنت لمدة 40 ساعة أسبوعيا، فاعملي على إيصالها إلى 20 ساعة، مع توزيعها على أيام الأسبوع وذلك على شكل عدد ساعات محددة من اليوم بحيث لا تتعدى الجدول المحدد.
4  تعليق لوحة بجوار الكمبيوتر مكتوب فيها مساوئ الاستخدام المفرط للإنترنت، وكذلك كتابة فوائد الحد من استخدام الإنترنت.
5  إذا ما كنتى مصابة بهذا النوع من الإدمان ومعكِ مجموعة من صديقاتك فيمكن أن تكونوا مجموعة لدعم بعضكن البعض وتستخدمن الحوار فيما بينكن مع وجود أفراد من أسرة كل فتاة وذلك لمزيد من الدعم.
6 - عمل قائمة بالأنشطة الشخصية اليومية أو الأسبوعية، التي أهملتيها نتيجة إدمانك للانترنت ووضعها أما نظرك، فوضع قائمة بهذه الأنشطة والاهتمامات المهملة يساعد على إحيائها مرة أخرى.
حتى لا تعودي للإدمان مرة أخرى عليكي حبيبتي بالآتي :-
1 - احرصي على كسب الصديقات، وبخاصة الفضليات منهن، والتعرف على أناس جدد.
2  أهتمي بمجال العمل الاجتماعي و العمل التطوعي في أي لجنة تشعرين أنها بنفس تفكيرك، سواء في حلقات التحفيظ وتربية الأطفال ومساعدة كبار السن أو مساعدة الفقراء والمساكين وكوني إيجابية.. واسعي لتحقيق السعادة للناس..
3 - احرصي على تعلم فنون إدارة المنزل، مثل: فن الطهي فيمكنك البدء بمساعدة والدتك، وهناك من الكتب والقنوات التليفزيونية التي سوف تعطيكِ وصفات ومقترحات جيدة، كما يمكنك تعلم فن تدبير المعيشة والخياطة والتطريز وتربية الأبناء وغيرها من الفنون.
4  أخذ دورات تدريبية متخصصة في علوم الحاسب الآلي، أو دورات في لغة من اللغات الأجنبية، أو تتعمقي في مجال دراستك.
حاولي أن تنظمي وقتك جيدا بين العمل الاجتماعي النافع، واكتساب الخبرات الحياتية من خلال العلاقات الاجتماعية المتبادلة وليس صداقة الشات والانترنت والتي تجعلك تتحدثين مع أشخاص وهميين يرتدون أقنعه ملونة تخفى ورائها أكاذيب، لن أقول لك لا تستخدمي الكمبيوتر ولا تتعاملي مع الانترنت، ولكن أقول لك تعاملي معه كأي وسيلة من وسائل التكنولوجيا الحديثة،
تعاملي معه من أجل الأغراض الأساسية التي شرع لها وهي الاستفادة من هذه التقنية في التوصل إلى معلومة مفيدة للبشرية، وكوسيلة للتعليم الحديث عن بعد، ولقضاء الأعمال، وغيرها من أغراض الانترنت غير المحدودة والواسعة، فحاولن أن تستفدن من هذا الاختراع العظيم واعملن على تجنب مساؤه الخطيرة.
رسـائـل زوج
بقلم / هدى محمد نبيه
  ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥    
زوجتي الحبيبة، أحتاج إليكِ،
مرّ على زواجنا أعوام كثيرة امتلأت بالأفراح والأحزان،
أعلم أن على كاهلكِ الكثير والكثير من الهموم الثقال،
ولكني محتاج ولو لجزء ضئيل من اهتمامك،
أليس لي حق فيكِ؟!
أتذكر سنوات زواجنا الأولى وأشعر بالحنين إلى هذه الأيام،
وتلك اللحظات التي عشناها معا، كم كنت أشعر بالسعادة لما تبديه من قلق لتغيبي عن المنزل لبعض الوقت،
أما الآن فحينما أسافر لأيام تقابلينني بابتسامة باهتة
وتخبرينني بأنه حمد لله على سلامتي،
لكم تمنيت أن أسمع منكِ كلمة تعبرين فيها عن شوقكِ إليّ،
والأصعب من ذلك حينما أخبرتُكِ بشوقي إليكِ،
كان ردك بأننا كبرنا على هذا الكلام،
أعلمي حبيبتي
أنه لا يوجد عمر تنضب فيه المشاعر والأحاسيس.
زوجتي الغالية،
أعلم أنه قد تقدم بي العمر وأشتعل الرأس شيبا،
ولكني مازلتُ قادرا على إسعادكِ،
لماذا تشعرينني أن مدة صلاحية حبنا وحياتنا الخاصة قد انتهت؟!، وعلينا أن نعيش لأجل أبنائنا فقط!،
لماذا لا يكون لنا وقتنا الخاص؟
أريد أن أشعر بأني جزء مهم في حياتكِ وليس ممولا لتوريد النقود. ولكم اشتقت إلى تلك النظرة في عينيكِ حينما تمر من أمامي فتاة حسناء، نظرة تملؤها الغيرة تدفعني لأن أخبركِ أن نساء العالم كلهن لا يضاهونكِ سحرا وجمالا لأنكِ زوجتي،
يا لتلك السنوات الجميلة وما أسرع مرور الوقت وتغير الإنسان واختفاء المشاعر خلف تجاعيد وجهينا التي تركت السنون أثرها عليه.
حبيبتي ....
أشعر بأن حياتنا تحولت لمياه راكدة لا حياة فيها،
وأنا أريدها نهرا متجددا مليئا بالحب والاهتمام،
أريدك مشرقة متجددة تضيئين حياتي بالبهجة ولو لساعات قليلة، هل تذكرين آخر مرة قمتِ فيها بعمل أكلتي المفضلة؟
إلا أنني أشك أنكِ مازلتِ تتذكري ما أشتهيه من طعام،
كم من مرة طلبت منكِ الخروج معا ولو لساعات قصيرة؟،
ولكن في كل مرة أجد من الحجج والأعذار الكثير والكثير،
أصبحنا زوجين لا نجتمع إلا على مشكلات الأولاد أو مصاريف المنزل، فأين نحن الاثنين من هذا كله؟
أصبح لكل منا حياته واهتماماته التي ربما لا يعرفها الطرف الآخر، فأنت تفكرين في عملكِ وفى مشكلات أولادنا،
ولكن هل وضعتِني ضمن خطة اهتماماتك؟؟
عزيزتي .....
هل تتذكرين يوم أهديتك فستانا أعجبني ورغبت أن أراه عليكِ،
فما كان منك إلا أن استنكرتِ لونه وتفصيلته،
مبررة ذلك بأن كيف سترتدين هذا الفستان أمام الأولاد،
لماذا لا ترتدي لي أنا؟
أليس من حقي أن أراكِ تتجملين وتلبسين ما أرغب؟،
أصبحتِ لا تهتمين بما أرتدي حتى أنكِ لم تلاحظي هذا القميص الجديد أو تلك البدلة الجديدة،
أريد أن أشعر أنك تهتمين ني ولو بالنقد، انتقدي ما أرتدي أو أظهري استحسانك به أشعريني بأنك تريني وتهتمين لأمري.
غاليتي ......
تحوم من حولي الكثيرات، هذه تبعث إليَّ بابتسامة،
وتلك تمتدح ربطة عنقي،
والأخرى تخبرني بمدى إعجابها بشخصيتي،
كلهن يحاولن جذب اهتمامي،
نعم أعلم أنه اهتمام زائف ووراءه الكثير والكثير،
ولكني أريد هذا الاهتمام منكِ أنتِ ولكن أخاف أن أضعف أمام كل تلك الإغراءات وأنساق وراء إحداهن،
فبالله عليكِ زوجتي أنقذيني من نفسي  وأشعريني بأني مازلت حبيبكِ
وزوجكِ ومحط اهتمامكِ.