سمات الشخص النفسية تؤثر تأثيرا قويا على مستوى تدينه ويظهر
 ذلك في سلوكياته كالتالي :
صاحب السمات النفسية السوية ، عندما يتدين ، يستخدم الدين لتقويم نفسه وتقويم أخلاقه بمنتهى التواضع والهدوء ، يتبع منهج ربه ورسوله ويعلم أن رسوله جاء ليتمم مكارم الأخلاق ، تجده كلما تدين كلما ازداد سموا ورقيا في أخلاقه وتعاملاته وتراه دائما نموذجا مشرفا للدين في كل الميادين ، تراه محبوبا كلما تسمع له كلما تتطور وترتقي وتقترب من ربك ، ويظهر سمو أخلاقه دوما مع من يخالفهم الرأي أو الديانة . هو يتبع الله ويتبع رسوله ويرتفع دوما على سلم الرقي بدينه .
تجده دوما شديد التواضع والرقي والرحمة ، كبيرا في نظر الأسوياء العقلاء ، وضيعا في نظر المرضى من ذوي الأحقاد الداخلية والأمراض النفسية ، والذين دائما ما يتهمونه بأنه يميع الدين ويتهاون فيه .
صاحب السمات النفسية المريضة ، عندما يتدين يستخدم الدين لتقويم الناس والتعالي عليهم وينسى نفسه ، تجده شديد التكبر والتعالي بتدينه ، يتبع منهجا مريضا تقوده الأهواء ، ويلوي أعناق النصوص الدينية ليبرر سوء خلقه وسوء شخصيته وتعاليه ، يتبع الهوى والشيطان دائما دون أن يدري ، تجده كلما تدين كلما ازداد حدة وتعالي على الناس وكلما بالغ في الأحكام عليهم واتهامهم بأبشع التهم التي قد تصل للتكفير على أي شيء ، تجده نموذجا سيئا كريها مخزيا للدين في كل الميادين ، كلما تسمعه كلما تنزل وتكره وتبغض وتسب وتلعن وتبتعد شيئا فشيئا عن ربك ، يظهر سوء خلقه ونفسيته المريضة دوما مع من يخالفهم الرأي أو الديانة ، هو يتبع الهوى ويتبع الشيطان ، ويسول له الشيطان دوما أن يلوي أعناق النصوص ليثبت للناس أن قلة الأدب وقلة الأخلاق من الدين ،، وفي الغالب لا يغير فيه الدين شيء في الخلق ولا في السلوكيات ، لأنه يبحث في الدين عن ما يبرر مصائبه لا عن ما يقوم أخلاقه وسلوكه .
تجده دوما شديد التكبر والتعالي والغلظة ، وضيعا في نظر الأسوياء العقلاء ، كبيرا في نظر المرضى من أمثاله من ذوي الأحقاد الداخلية والأمراض النفسية 
انتبه لنفسك ، هل يرقيك الدين ويرقي سلوكك وأخلاقك وتعاملاتك ؟ أم تستخدم الدين في الأحكام على الناس والتعالي عليهم وتنصيب نفسك قاضيا باسم الدين ؟ 
اعلم أن الله سيحاسبك على التغييرات التي تحققت فيك بسبب الدين ، وسيعاقبك على الاتهامات التي تتهمها للناس باسم الدين ، وتذكر دوما قوله تعالى : "إِنِ الۡحُكۡمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الۡحَقَّ وَهُوَ خَيۡرُ الۡفَاصِلِينَ" فالله هو الذي يحكم بين الناس وهو الذي يفصل بينهم ، هذا ليس دورك أنت ، ولم يأت الدين لتستخدمه في إطلاق الأحكام على الناس ، الدين لتقويمك أنت وتهذيبك أنت وليس لتقويم وتهذيب غيرك .. عليك فقط بالنصيحة لا الاتهامات فلم تسبق نهائيا في عهد النبي ، حتى أنه لم يخبر عن المنافقين رغم معرفته بهم ليعلم الناس أن لا يتدخلوا في نيات الناس فهذا من اختصاص الله وحده وليس من اختصاصك أنت ..أنت السبب في مصيرك يوم القيامة .. قرر


ومن خلال الحوارات التي تجري داخل البيوت يجد المرء أخطاء كثيرة،
تذهب بفائدة الحوار، و تبطل أثره في النفوس ، بل و ربما جلبت الشقاق
 و النزاع و الخلاف و أورثت البغض و الحقد و الكراهية،
 و من هذه الأخطاء:
لكي يكون الحوار مؤثراً في النفوس ، و محققاً للأهداف التي يراد الوصول إليها ،
لا بد أن يتحين المرء الأوقات الملائمة ،
والأمكنة المناسبة، فلكل مقام مقال ..
وعلى سبيل المثال:
(一)                تخطئ الزوجة التي تفتح باب الحوار (بل باب المشاجرة)
 مع زوجها وهو غضبان؛ ولذلك قال أحد الرجال قديما يوصي زوجته:
خذي العفو مني تستديمي مودتي
ولا تنطقي في سورتي حين أغضب

ولا تنقريني نقرك الدف مرة

فإنك لا تدرين كيف المغيب
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى
ويأباك قلبي والقلوب تقلب
فإني وجدت الحب في القلب والأذى
إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب!
ولما دخل على زوجته قال لها
 إذا رأيتني غضباناً فرضيني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك،
وإلا لا نعيش بعد اليوم أبداً!!
(ب ) تخطئ الزوجة التي تفتح مع زوجها حواراً تطلب منه أشياء
 تريدها عند دخوله للبيت بعد فترة غياب في العمل
 لا تدري كيف قضاها الزوج!
( ج ) يخطئ الزوج الذي فتح باب الحوار لتقويم زوجته
 أمام الأهل والأولاد والأقرباء.
هناك بعض الأزواج لا يدع مجالاً للمحاورة داخل الأسرة، سواء كانت زوجة
أو بنتاً أو أختاً إما لعرف خاطئ أو لتكبر في نفسه واعتداد بذاته وغرور برأيه.
وإما لاحتقار واستصغار للمقابل..
ويتولد عن هذا الخطأ: البغض أو الكره للزوج أو العزلة عنه
 أو عدم القناعة بما يمليه عليهم، فإذا حضر الزوج التزم أهل البيت
 على مضض- بما يريد وإذا خرج عادوا إلى ما يريدون بعد أن يحمدوا الله على خروجه!!
دع أهل بيتك يعبرون عن آرائهم بصراحة في حواراتهم معك،
 وأحط هذه الصراحة بسور من أدب الحديث الذي أجبنا به الإسلام،
عدم ضبط النفس عند الحوار ::::
وله مظاهر عديدة و صورة كثيرة منها
بعض الأزواج ما إن تحاوره زوجته حتى يحمر وجهه
وتنتفخ أوداجه،
 ويعلو صوته حتى يسمعه الجيران فضلاً عن الأولاد،
 فصدره ضيق لا يتسع لأحد ولو كان أقرب الناس إليه .. ،
فما أعظمها من وصية تلك التي أوصى لقمان بها ابنه
وهو يقول:
(واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير). لقمان،الآية : 19.
وقد قيل قديماً : (إن كثرة صخب الرجل دليل على حماقته وقلة عقله".
وإذا كان ارتفاع الصوت في غير موضعه من الرجال قبيحاً
فهو من النساء أقبح وأشنع،
(一)                الكلمات الجارحة والعبارات البذيئة:
إن من الناس من لم تستقم ألسنتهم على هدي القرآن
 وسنة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم، فألسنتهم كالحصان الجموح،
إذا تكلموا شتموا، وإذا تحدثوا سبوا، وإذا تحاوروا لعنو.
ولعل للنساء من هذا حظاً كبيراً لا سيما إذا كان الطرف الآخر في الحوار
أحد الأبناء فتسمع من اللعن والسب ما يصخ مسامعك،
 (جـ) الأحكام القاسية والعقوبات الجائرة:
بعض الرجال ينهي حواره أحياناً
بأحكام قاسية على زوجته وأبنائه، بل قد يصل به الحوار إلى الطلاق
 فيعض أصابع الندم حسرة على استعجاله
بعد أن يرى بيته وقد تهدم بناؤه، وقوضت أركانه ...
الأطفال مع أمهم أو عند جدتهم أو عند الخادمة!!..
والتي كانت زوجته بالأمس رحلت إلى بيت أهلها،
وظل هو في بيته فلم يعد يسمع تلك الأصوات التي كانت تملأ البيت حياة وأنساً، والتي طالما استأنس بسماعها دون أن يشعر بقيمتها..
وكم رأيت من أمثال هؤلاء يقول الواحد منهم بعد فوات الأوان
وهو يفرك يديه النادمة: هل لي من رجعة إلى زوجتي؟!
أتبكي على لبنى وأنت قتلتها
فقد ذهبت لبنى فما أنت فاعل
وهناك من النساء من تسلك مثل هذا المسلك فتختم بعض حواراتها
 مع زوجها بـ".. وإلا سأذهب إلى بيت أهلي".. " .. وإلا طلقني!!" ..
" .. وإلا سأ...."..
 يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
 "ايما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس
 فحرام عليها رائحة الجنة".
أيها الأزواج، طهروا حواراتكم من هذه االأساليب فإن عاقبتها مرة!!
الإنسان بشر يخطئ و يصيب،
و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
 "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون
 وقد يعمل المرء عملاً يرى صوابه ثم يحاوره آخر فيتبين له خطأ ما فعل
يرى أن الرجوع إلى الحق خير له من التمادي في الباطل،
 فلا تتحرج إذا حاورتك زوجتك في قضية ترى أن الحق لم يحالفك فيها
أن تقول لها: لقد أخطأت!!
فقد قالها عمر رضي الله عنه
 إن صحت الرواية- : أصابت امرأة ، وأخطأ عمر.


أداب الحوار
1-       أن يكون الكلام هادفاً إلى الخير
2-     البعد عن الخوض في الباطل
3-      البعد عن الممارة و الجدل
4-    أن يحاور كل إنسان بما يناسبه شرعاً و عرفاً
البعد عن عبارات المدح للنفس أو للغير إلا لمصلحة وبضوابط 
هذه المدونة أجتماعية ثقافية علمية " غير سياسية " نجمع بها مقالات وأبحاث تفيد أكبر قدر ممكن من الأسر العربية عموما وكذلك أشارك فيها ما أستطيع ... إلى السادة زوار الموقع لما يرغب فى الكتابة معنا والنشر عبر الموقع 1 مقالات أجتماعية - أنسانية - ثقافة - أدبية تهم الاسرة العربية يرسل لنا المقالات أو المشاركات على الايميل المقالات بشرط لا تكون سياسية أو طائفية ولا تهاجم أشخاص أو دول أو هيئات سوف يتم نشر المقال بأسم صاحبه بعد المراجعة من قبل أدارة الموقع لما يرغب فى نشر صورته يرسلها مع المقال المقال عند فحص الايميل لو كان يحمل أى فيرس سوف يتم حظر المرسل نهائياً من التواصل

 {{ اللباقة وموسيقى الكلام }}
هدى محمد نبيه
الواقع أن الكلام مع الناس فن قلما يتمكن الكثيرون منه ، فتختلف طريقة الكلام مع الناس وتختلف وتتنوع الأحاديث التي تثار معهم ، فالأحاديث التي تثيرها مع شاب تختلف عن الأحاديث مع الشيخ..ومع العالم تختلف عن الجاهل ..ومع الزوجة تختلف عن الأخت..وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يراعى ذلك فحديثه مع الشاب يختلف عن حديثه مع الشيخ أو المرأة أو الطفل...
كيف تكون لبقًا في الحوار مع الآخرين ؟؟؟
قد يكون حسن النقاش والمحاورة موهبة وفن عند البعض
ولكن بالإمكان اكتسابه من خلال احتكاكك مع الأقلام المتحاورة فمرة تلو الأخرى .. ستقارع عمالقة الحوار وتصبح من مجيدين هذا الفن ، و هناك مجموعة من الطرق يمكن التدرب عليها لاكتساب اللباقة في الحوار هذه الطرق تتمثل في الآتي...
* لا تبق صامتاً من دون كلام في لقائك مع الناس وإنما شاركهم الحديث....
* اجعل همك دائماً أن تروى للآخرين ما يلذ لهم مما سمعت أو قرأت ، ولا تهمل المجاملات العابرة ، ولست أقصد النفاق، إنما المديح المخلص الصادق....
* كلما كان صوتك هادئاً رقيقاً كنت قريباً من القلوب وكان حديثك خفيفاً على الأسماع، ومهما احتدت المناقشة فعليك ألا ترفع من صوتك لأن الصوت العالي لا يفرض رأياً ولا يقنع أحداً ، اجعل صوتك معتدلاً في درجته....
* لا تتكلم عن نفسك طوال الوقت "ما يضايقك وما يبهجك " ،
 "من فضلك"  " بعد إذنك " " لو سمحت "  " إذا أمكن " وما إلى ذلك
كلمات استئذانيه يجب أن تبدأ بها حديثك إذا أردت الحصول على أي شيء أو أردت مقاطعة شخص ما لأمر هام، لا لا لا ..... لازمة غير محببة لدى بعض الناس عند اعتراضهم على رأي يختلف مع رأيهم ،
لا واحدة تكفي عند الاضطرار لاستخدامها ....
* رائع أن تستشهد خلال مناقشاتك بآيات من القرءان الكريم أو من سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
* لا تقدم النصيحة لأحد إلا إذا طلب منك ذلك ولا تتحمس لأي شيء من نفسك.
* احذر العبث بمفاتيحك واحذري العبث باكسسوارك أو حقيبة يدك أثناء الكلام ، لأنه يصرف انتباه الآخرين السامعين لك و يفقدك شيئاً من الاحترام….
* من أهم مقتضيات اللباقة أن تعرف جيداً كيف تتجنب إيذاء مشاعر الآخرين والابتعاد عن كل ما يبعث على إثارة الحزن أو الضيق أو القلق في نفوسهم، فإذا ما وقعت دون قصد في موقف حرج فإن عليك أن تتصرف بطريقة لبقة وتحول اتجاه الحديث إلى ناحية أكثر بهجة وإشراقاً أو أقل إثارة جدل أو قلق
* استمع أكثر مما تتكلم، وابتسم أكثر مما تتجهم، واضحك مع الآخرين أكثر مما تضحك منهم، وتوخ دائماً ألا تخرج عن حدود اللباقة والأدب العام.
* من العلامات الفارقة بين الشخص الناضج والغير ناضج هو " قبول الحق " تعلم أن تحترم الجميع حتى من يخالفك الرأي فلا تهمش تواجده وتذكر دائماً " اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضيه ".
* قيل " من جهلنا نخطئ ومن خطئنا نتعلم " لذلك احرص أن تتعلم من أخطاءك وأخطاء الآخرين ولا تنظر لأخطاء الآخرين بعين الناقد الحاقد فمن الممكن والطبيعي أن تخطأ ذات يوم .
ولكن ما هي خصائص الكلام الذي يتمتع بالموسيقية؟
1 – تمشى الكلام مع النبرة الوجدانية والحالة الانفعالية الداخلية والتي نريد إيصالها للآخرين.
2 – أن يتنوع شكل الحوار من حيث صياغة العبارات ، فصيغة الأمر مثلا  تكون المقاطع فيها قصيرة وحادة وعاليه ...
3 – يجب أن تكون الكلمات التي نتفوه بها واضحة متميزة، كما يجب أن تكون العبارات متماسكة وغير مفككة ....
كيف نجعل كلامنا يتمتع بالموسيقى الجيدة ؟؟؟
و أقدم لك بعض من التدريبات والتي يتسنى لك عن طريقها أن تتمكن من موسيقى الكلام وهى كما يلي:
* اقرأ بصورة مستمرة قراءة جهرية ، و خاصة قراءة الكتب الأدبية أو القصصية التي يمكن أن تستهويك ، واقرأ بابطأ سرعة ممكنة وذلك حتى تمرن جهاز النطق لديك على القراءة السليمة، وعندما تجد جمله فيها موسيقى جماليه كررها عدة مرات وتذوقها جيدا.
* لا تحصر كلامك في التحدث باللغة الفصحى، فعليك أيضا التدرب على اللغة العامية، فلن تستطيع طول الوقت التحدث بالفصحى كما انك ستتعرض لمواقف يستلزم فيها التحدث بالعامية.
* حاول أن تحفظ عن ظهر قلب العديد من الأمثال الشعبية، وان تستشعر ما تحتويه من موسيقى لغوية.
و أخيرا لكل فرد منا أسلوبه وبصمته ومكانته بالحياة و ليس بالضرورة أن تكون المكانة مرتبطة بالمنصب أو بالمكانة الاجتماعية أو ما شابه ذلك، فالمكانة هي المقرونة بالود والاحترام والحب والتقدير المتبادل بيننا ومن هم حولنا ... .


أصغر كاتبة عربية .. أصغر إعلامية فلسطينية 

19سنة  الهوية فلسطينية الدم والهوى والملامح

 (ياسمين غسان شملاوي)  الكاتبة ياسمين شملاوي


 عذرية أحلام ...أم أعذار المجتمع
 زوج " على البركة"
 أم لستر فضحية أهل ووأد طفلة 
كل يوم تقذفها الذاكرة إلى براكين من الألم ، فتبتلعها أحداثُ


يوم غادرت فيه طفولتها مبكرا جداً ، وحملت على ظهرها أعباء الشرف
و العار الثقيلين
دون إدراك ، فغدت تناجي الماضي بالابتعاد
ولو قليلاً لتتذوق طعم الحياة ولو لمرة واحدة ..؟!،
ففجأة وعلى غفلة منها غدت تطاردها القسوة والألم
وانتُزعت الرحمة من قلوب من حولها ..
ودون وعي صرخت أحلام " لماذا ؟!"

تقول أحلام :" كان أول يوم لي بالمدرسة، ذهبت مستعدة
فرحه مرتدية "مريولي" الأزرق
كلي نشاط وحيوية أحمل حقيبتي على ظهري ..
أركض وأترابي نحو عالمنا الحالم الجديد،
وحين عدنا سارعت إلى وضع أحمالي من الكتب المدرسية
الجديدة للصف الأول الابتدائي قريبا من بوابة البيت ،
وذهبت للعب مع صديقاتي، وكان بالقرب من منزلنا مجموعة من الأحجار
مكدسة على شكل سور..
وكفارسة مستقبلية تسلقتها وتخيلتها جوادًا لي ،
فقذفني حصان الأحلام وكبوة نحو الأرض بقوة وهوى علي ما تبقى منه ،
وبدأ الألم يحرق جسدي وأمعائي وشعرت بالدماء الدافئة تتدفق من بين رجليَّ..
لا أعلم من أين تأتي .. تسمرت مكاني وخانتني الكلمات وخارت قدميَّ
وهي تعدو نحو البيت ..علَّ من يُسعفني ..ويضع لي مُطّهر الجروح الأحمر..
فيتوقف الألم ؟!!
هذا ما استطعت أن أجمعه من كلام أحلام ، وهي تبكي وتتنهد بقوة
وكأن كل ذكرياتها المؤلمة عادت لتتمثل لها على هيئة وحش يضربها بدون رحمة
" تتابع " وقفت لدقائق مندهشة من شدة الوجع ، ولم أعلم ماذا أفعل ..
صرت أتخبط بالجدران، وأبكي بصوت مرتفع وأصرخ وأشد على بطني
أنادي على أمي .. اركض نحوها .. ابحث عن الأمن والأمان  في ثنايا حضنها "
نار أحشائي ونار أمي
وكما العادة في ظل هذا الألم ، توجهت للمكان الوحيد الذي سيغمرها دفئا وحنانا ،
فتفاجأتْ بنزف آخر وألم أكبر..تضيف دامعة
" وقفت أمام أمي وأنا أصرخ من الألم أحاول الحصول على مساعدتها ،
وأشير لها إلى مكان ألمي ونزفي، فما أن رأتني حتى فقدت صوابها
وأخذت تقذفني تارة وتضربني أخرى بكل ما وصلت إليه يديها،
فظننت أني سأموت من الألم والخوف فأخذت أنادي عليها وأخبرها
بأني لا أريد أن أموت وأتوسلها بأن تتوقف ، فجرتني من شعري
وأخذتني إلى غرفة في بيتنا وأغلقت علي النوافذ والأبواب" "
زنزانة ووجع وأحلام
كلما حاولت جمع شتات كلماتها كانت تحرق قلبي بصوتها المبحوح ونبراتها الخافتة المكسورة،
وعَبراتها المنهالة على خديها،  وكأنما تلك الأيام التي قضتها داخل الغرفة
شريط يمر أمامها يعود بها للذاكرة .. بكل تفاصيله
" لقد كنت أبكي ليل نهار، لا تدخل أمي عندي إلا لتبدل لي ملابسي
وترمي لي بعض فتات من طعام وماء ..
وتنظر إلي بنظرة حقد واحتقار لم أعهدها من قبل ، وقلبي ينفطر
وأنا أتمنى أن تحضنني ، أن تقول لي لماذا تفعل كل ذلك..؟
ولكنها كانت تتركني وحيدة مرعوبة داخل الغرفة المظلمة ، لا أسمع من خلالها
إلا صدى لصوت والديًّ وهما يتشاجران صباح مساء ،
ويخبر كل منهما الآخر عن رغبته المجنونة بالخلاص مني""
لم تقم والدة أحلام حتى بعرضها على طبيب ،
لم يكن في بالها سوى أن تُخفي هذا الجرم العظيم قبل أن يعرف به الأقارب
والجيران وأهل القرية ..،
ولم تدرك أن التي أمامها طفلة في السادسة من عمرها،
تقول أحلام" بعد أن حرمني ولديّ من المدرسة ما يقارب العشرة أيام ،
وبعد سؤال المعلمات المتكرر عني، دخلت علي أمي وانهالت علي ضربا
وشتما وتوبيخا، فلم أعد أشعر حتى بجسدي ،
تاركة آثارها على جلدي، وقالت لي مهددة
بأني إذا أخبرت أحدا بما حصل معي ستقتلني وتدفنني بهذه الغرفة ..؟!
وانهارت الأحلام
جفل فؤادي ، واكفهر وجهي وأنا أتابع حديثها ،
وغربتها في منزلها، فلقد قام والداها بنبذها نهائيا عن الجميع،
وتوالت المصائب على العائلة فأصاب أحد إخوتها الصمم من أثر الحمى،
وبعدها بفترة توفي أخاها الكبير غرقا الذي كان آخر حصن تحتمي به
من ويلات الزمان
فلقد كان هذا الأخ هو الشاهد الوحيد معها على الحادثة ..
والوحيد الذي كان يتعاطف معها ويبت على كتفها عطفا وحنانا
وكطفل أضاع والديه في وسط المعركة ، أخذت تبكي وتشهق بشدة،
اقتربت منها أواسيها وأمسح دموعها، وهي تروي لي موقفا مزق
نبضها البريء
" في إحدى الأيام مرضت مرضا شديدا، فطلب الطبيب من والدي
إبقائي بالمشفى لحاجتي للقيام بعملية جراحية،
فوضعني والدي بالمشفى وتركني وحيدة ، وحين استعدت وعيي،
لم يكن معي أحد، فانهمرت دموعي وأخذت بالأنين بصوت خافت
وأنا أتطلع نحو باب الغرفة أوهم نفسي بأن أبي سيطل علي في كل لحظة"
وتتساءل أحلام "هل كان حقا والدي يتمنى أن يعود للمشفى فيسمع خبر موتي..؟!
فصول من الظلم لا تنتهي ؟
كنت أنتظر كما جميع الفتيات ، فارس أحلامي، رجلا يتفهم وضعي،
يعوضني عن مُرّ الأيام التي عشتها..
وأنا والحمد لله أمدني الله بوجه حسن، دفع العديد من الشباب
للتقدم لخطبتي،
لكن والدي كان يرفض كل من تقدم لي دون نقاش،
وحين جاءني من كان بالمواصفات المطلوبة ( على البركة ) ، وافق فورا..
فهو الرجل المنشود الذي سيمر عليه الأمر دون أن يسأل أو يتابع ،
وهو الذي سيقوم بستر الفضيحة
تقول أحلام:" وتم العرس، تزوجت بعمر كبير بالنسبة لبنات جيلي،
لقد كان إحساسي أثناء زفافي كأني أسير في جنازتي
وكان كل تفكيري منصب عما سأفعل بعد هذه الليلة..؟
ماذا إذا انتبه أو أدرك الأمر ماذا إذا سألني..؟
وهل يا ترى سأعود إلى بيتي بعد ساعة، أو ساعات؟
وكيف ستستقبلني أمي ...، كان لدي قرار جنوني..
سأقتل نفسي.. سأقتل عاري.. سأقتل نفسي...!؟!"
 
كل يوم مر على أحلام كان بمثابة عقاب آخر،
لطفولتها وللعبها مع صديقاتها، ودموعها التي ما زالت تترك أثرها
على وجنتيها إلى يومنا هذا، تقول أحلام
" وهكذا اعتادت روحي على دفن الحزن بضحكة ..
لا تتعدى الشفاه .. واعتاد قلبي على البكاء والاعتصار وحيدا ..
وأعيش اليوم مع أبنائي، أحاول إيجاد ما ضاع مني فيهم ..
أحاول أن أتناسى ..
وأن لا أدفع فاتورة جديدة مما تبقى من عمري
وشبابي وبراءتي وطفولتي
أحلام تناشد
وعلى عتبات منزلها وضعت أحلام وريقة صغيرة بيدي، كتبت عليها
"
أنا أتمنى أن أنشر قصتي لأقول كفى للعقول المتعصبة
التي ترهن حياة فتاة صغيرة بحادثة ما كانت بيدها
ولا كان لها بها حولا ولا قوة ..
وكلي أمل أن نحيا بمجتمع يعطي المظلوم
حقه بدلا من أن يدفنه بجروحه للأبد ..
أرجوكم لا تقتلوا بناتكم بجهلكم عيشوا معهم أحلامهم
ولا تقتلوهم بعادات ليس لها أصل في شريعة أو دين .."؟!
وللمختصين تعليق ورأي
وحين أردنا أن نعرض هذه القصة على ذوي الخبرة والاختصاص لإبداء الرأي،
وقع اختيارنا على الأستاذ الدكتور (محمد بشارات)
مدرب التنمية البشرية والإدارية والخبير
المختص في المشاكل الأسرية والعلاقات الاجتماعية ،
الذي أبدى استياءه الشديد من القصة
وقال" أحلام كما غيرها من الفتيات في مجتمعاتنا عاشت مع أسرة
غير مدركة بكيفية التعامل السلس والبسيط مع هذا الحادث العرضي
الذي كان من الممكن أن تتعرض له أي فتاة،
فكان يجب إرشاد الأهل إلى السلوك الايجابي والمناسب بكيفية التعاطي مع هذه الأمور،
وليس عن طريق الاستبداد، وكل هذه الحوادث حصلت نتيجة للجهل الديني،
والسلوكي وللعادات والتقاليد السيئة التي ما كرمت المرأة بها
وإنما اضطهدها واعتبرتها أداة مقموعة " .
وتابع" في قصة أحلام، اعتبر أنه تم وأدها ودفنها مرتين ، الأولى:
حين تم التعامل معها بقمع وإرهاب وتخويف، والثانية
هي زواجها من رجل غير سوي اجتماعيا ونفسيا من أجل التخلص منها
وكأنها جماد لا يملك أي إحساس أو يتألم،
وتسليط الضوء على قضية مثل أحلام واجب علينا،
فرب العالمين قال:" ولقد كرمنا بني آدم" فهل يأتي آدم بنفسه
ويهين هذا التكريم ويظلم ويؤلم فتاة لا ذنب لها
وبصرخة وجهها لأئمتنا وعلمائنا ومعلمينا وواعظينا
" يجب نشر الوعي الديني والثقافي من حيث التواصل والتفاهم
مع الأبناء بين جميع فئات شعبنا ،
ويجب علينا أن نكف عن الحديث عن الوضوء وان كان مهما
ولنتحدث عن سلوكيات المجتمع ولنكون أكثر قربا له،
فالعديد من العادات والتقاليد
التي لا يوجد لها أي أساس يجب أن يقوم العلماء والوعاظ
بنفيها فعليهم تقع مسؤولية توعية الناس ، كما على التربية والتعليم ،
ومؤسسات المرأة أن تأخذ هذه القضايا بهدف جعلها مصدر أمل
وإعادة الحياة لها وحمايتها، وليس فقط من أجل الدعاية".
ويضيف د0محمد" المجتمع لا يرحم مثل هؤلاء الفتيات
فالعديد من الناس تبحث عن مثل قضايا أحلام من أجل الفضيحة والكلام،
يجب أن تجد الفتيات من يتوجهون له فأحلام تكلمت لكن بعد أن وأدت مرتين ،
ويجب على المجتمع أن يعي حقوق المرأة
وأن يتعلم السلوكيات الاجتماعية السليمة في احترام المرأة ورعايتها
ولإخباريات صرخة
أحلام فتاة أخرى عاشت ضحية للتخلف الاجتماعي لدى الأهل
والمجتمع المحيط بها،
الذي جعلها تستقبل الحياة من خلف النوافذ المغلقة،
فذبلت أحلام ظلما وحزنا وشقاء ؟؟!، بعد أن سكنتها أشباح الشرف،
فهل فعلا كان شرف أحلام متوقف على ما فقدت ؟
وهل سيتسنى لها أن تعيش لحظة سعادة وحنان وأمن وأمان،
بعد ما عانت من تمادي جذور الظلمة في حياتها ؟
 
وإذا قُدّر لأحلام أن تروي روايتها فكم من عديد الفتيات من أمثال
( أمل ورجاء وحنان و إيمان )
 لا زلن ينتظرن من يسمع روايتهن..؟؟؟؟؟