ومن خلال الحوارات التي تجري داخل البيوت يجد المرء أخطاء كثيرة،
تذهب بفائدة الحوار، و تبطل أثره في النفوس ، بل و ربما جلبت الشقاق
 و النزاع و الخلاف و أورثت البغض و الحقد و الكراهية،
 و من هذه الأخطاء:
لكي يكون الحوار مؤثراً في النفوس ، و محققاً للأهداف التي يراد الوصول إليها ،
لا بد أن يتحين المرء الأوقات الملائمة ،
والأمكنة المناسبة، فلكل مقام مقال ..
وعلى سبيل المثال:
(一)                تخطئ الزوجة التي تفتح باب الحوار (بل باب المشاجرة)
 مع زوجها وهو غضبان؛ ولذلك قال أحد الرجال قديما يوصي زوجته:
خذي العفو مني تستديمي مودتي
ولا تنطقي في سورتي حين أغضب

ولا تنقريني نقرك الدف مرة

فإنك لا تدرين كيف المغيب
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى
ويأباك قلبي والقلوب تقلب
فإني وجدت الحب في القلب والأذى
إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب!
ولما دخل على زوجته قال لها
 إذا رأيتني غضباناً فرضيني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك،
وإلا لا نعيش بعد اليوم أبداً!!
(ب ) تخطئ الزوجة التي تفتح مع زوجها حواراً تطلب منه أشياء
 تريدها عند دخوله للبيت بعد فترة غياب في العمل
 لا تدري كيف قضاها الزوج!
( ج ) يخطئ الزوج الذي فتح باب الحوار لتقويم زوجته
 أمام الأهل والأولاد والأقرباء.
هناك بعض الأزواج لا يدع مجالاً للمحاورة داخل الأسرة، سواء كانت زوجة
أو بنتاً أو أختاً إما لعرف خاطئ أو لتكبر في نفسه واعتداد بذاته وغرور برأيه.
وإما لاحتقار واستصغار للمقابل..
ويتولد عن هذا الخطأ: البغض أو الكره للزوج أو العزلة عنه
 أو عدم القناعة بما يمليه عليهم، فإذا حضر الزوج التزم أهل البيت
 على مضض- بما يريد وإذا خرج عادوا إلى ما يريدون بعد أن يحمدوا الله على خروجه!!
دع أهل بيتك يعبرون عن آرائهم بصراحة في حواراتهم معك،
 وأحط هذه الصراحة بسور من أدب الحديث الذي أجبنا به الإسلام،
عدم ضبط النفس عند الحوار ::::
وله مظاهر عديدة و صورة كثيرة منها
بعض الأزواج ما إن تحاوره زوجته حتى يحمر وجهه
وتنتفخ أوداجه،
 ويعلو صوته حتى يسمعه الجيران فضلاً عن الأولاد،
 فصدره ضيق لا يتسع لأحد ولو كان أقرب الناس إليه .. ،
فما أعظمها من وصية تلك التي أوصى لقمان بها ابنه
وهو يقول:
(واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير). لقمان،الآية : 19.
وقد قيل قديماً : (إن كثرة صخب الرجل دليل على حماقته وقلة عقله".
وإذا كان ارتفاع الصوت في غير موضعه من الرجال قبيحاً
فهو من النساء أقبح وأشنع،
(一)                الكلمات الجارحة والعبارات البذيئة:
إن من الناس من لم تستقم ألسنتهم على هدي القرآن
 وسنة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم، فألسنتهم كالحصان الجموح،
إذا تكلموا شتموا، وإذا تحدثوا سبوا، وإذا تحاوروا لعنو.
ولعل للنساء من هذا حظاً كبيراً لا سيما إذا كان الطرف الآخر في الحوار
أحد الأبناء فتسمع من اللعن والسب ما يصخ مسامعك،
 (جـ) الأحكام القاسية والعقوبات الجائرة:
بعض الرجال ينهي حواره أحياناً
بأحكام قاسية على زوجته وأبنائه، بل قد يصل به الحوار إلى الطلاق
 فيعض أصابع الندم حسرة على استعجاله
بعد أن يرى بيته وقد تهدم بناؤه، وقوضت أركانه ...
الأطفال مع أمهم أو عند جدتهم أو عند الخادمة!!..
والتي كانت زوجته بالأمس رحلت إلى بيت أهلها،
وظل هو في بيته فلم يعد يسمع تلك الأصوات التي كانت تملأ البيت حياة وأنساً، والتي طالما استأنس بسماعها دون أن يشعر بقيمتها..
وكم رأيت من أمثال هؤلاء يقول الواحد منهم بعد فوات الأوان
وهو يفرك يديه النادمة: هل لي من رجعة إلى زوجتي؟!
أتبكي على لبنى وأنت قتلتها
فقد ذهبت لبنى فما أنت فاعل
وهناك من النساء من تسلك مثل هذا المسلك فتختم بعض حواراتها
 مع زوجها بـ".. وإلا سأذهب إلى بيت أهلي".. " .. وإلا طلقني!!" ..
" .. وإلا سأ...."..
 يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
 "ايما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس
 فحرام عليها رائحة الجنة".
أيها الأزواج، طهروا حواراتكم من هذه االأساليب فإن عاقبتها مرة!!
الإنسان بشر يخطئ و يصيب،
و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
 "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون
 وقد يعمل المرء عملاً يرى صوابه ثم يحاوره آخر فيتبين له خطأ ما فعل
يرى أن الرجوع إلى الحق خير له من التمادي في الباطل،
 فلا تتحرج إذا حاورتك زوجتك في قضية ترى أن الحق لم يحالفك فيها
أن تقول لها: لقد أخطأت!!
فقد قالها عمر رضي الله عنه
 إن صحت الرواية- : أصابت امرأة ، وأخطأ عمر.