العيد موسم فرح وسرور، وهو من خصائص هذه الأمة، وهو من شعائر الإسلام، فعلينا العناية به وتعظيمه قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الحج: 32)، وما هي إلا أيام قليلة تفصلنا عن استقبال عيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات، إلا أننا قد نضيع كل المجهودات التي بذلناها في أيام العشر من ذي الحجة، فبعد أن اجتهدنا في الصيام والقيام وقراءة القرآن وفعل صالح الأعمال،ننسى كل ذلك حينما يأتي العيد، فنضيع ما أتعبنا فيه أنفسنا.
تجنب المخالفات
وهذه بعض المخالفات التي يجب أن تحذرها الفتيات في ليالي العيد وأيامه حتى يسعدن بالعيد ويفزن بالأجر.
1- التعطر والتبرج:
فالأصل أنه لا يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها متبرجة متزينة متعطرة، حتى لا تحصل الفتنة منها وبها، فكم حصل من جرّاء التساهل بذلك من أمور لا تحمد عقباها، قال الله تعالى:} ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى{ (الأحزاب: 33)،وقال صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة استعطرت ، فمرت على القوم ليجدوا ريحها، فهي زانية" (رواه النسائي) .
2- الاختلاط المحرم:
فيبنغي للفتاة المسلمة أن تتجنب هذا النوع من الاختلاط بين الرجال والنساء،وهو محرم في كل وقت وحين، وليس في الأعياد فقط، كما ينبغي لها أن تلتزم بالزي الشرعي في حضور أقاربها من الرجال، كأبناء العم وأبناء الخال وغيرهم من الأقرباء الذكور ممن لا يجوز للفتاة إبداء زينتها أمامهم.
3- فعل المحرم عند التجمل:
الإسلام شرع التجمل للرجال والنساء جميعا، كما أنه قد راعى فطرة المرأة وأنوثتها فأباح لها من الزينة ما حرم على الرجل من لبس الحرير والتحلي بالذهب، ولقد انتشرت في عصرنا الحالي محلات التجميل، والتي تذهب إليها بعض فتياتنا يوم وقفة عيد الأضحى، ويكون مصفف الشعر رجلا، وقد تتحجج بعض الفتيات بأنه يوم فقط وأنها لا تذهب هناك كل يوم.
وهذا مبرر غير منطقى ومحرم شرعا، وإن كان ولابد، فعلى الفتاة الذهاب إلى محلات التجميل التي يعمل فيها النساء، مع مراعاة أن الإسلام حرم بعض أشكال الزينة التي فيها خروج على الفطرة، وتغيير لخلق الله الذي هو من وسائل الشيطان في إغوائه للناس، وفي هذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواشمة والمستوشمة، والواشرة والمستوشرة، والنامصة والمتنمصة، والواصلة والمستوصلة.
4- إغفال صلاتي الفجر والعيد:
فقد تسهر الفتاة مع أهلها وصديقاتها، وتنام قبل صلاة الفجر بساعات قليلة،فلا تستطيع الاستيقاظ لصلاة الفجر، فتحرم نفسها الأجر فلا تشهد الصلاة ودعاء المسلمين.
5- الإغراق في المباحات:
فمن الضروري عدم الإغراق في المباحات، من لبس وأكل وشرب، حتى لا يصل الأمر إلى الإسراف الذي نهينا عنه، قال تعالى: }وكلوا واشربوا ولاتسرفوا إنه لا يحب المسرفين{ (الأعراف : 31).
وأخيرا قد قيل: من أراد معرفة أخلاق الأمة فليراقبها في أعيادها، إذ تنطلق فيه السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول والعادات على حقيقتها، والمجتمع السعيد الصالح هو الذي تسمو أخلاقه في العيد إلى أرفع ذروة، وتمتد فيه مشاعر الإخاء إلى أبعد مدى، حيث يبدو في العيد متماسكا متعاونا متراحما، تخفق فيه القلوب بالحب والود والبر والصفاء.