" تحـرر الفتيــات في المنتــديـات "

هـــدى محـمـــــد نبيه
المـصـدر : مــوقع رســــالة الإســـلام
http://woman.islammessage.com
جلست على جهاز الكمبيوتر الخاص بي أتصفح مجموعة من المواقع التي تثير اهتمامي ، و قبل أن أغلق الجهاز دخلت صفحتي على الفيس بوك ، و فتحت واحدة من الجروبات التي يتناقش أغلب أعضائها حول حوارات سياسية و اقتصادية و أخلاقية متنوعة ، و لقد أعجبتني العديد من المقترحات و التي كانت تهدف في مجملها إلى تنمية المجتمع و ازدهاره، و لكن وسط هذا الكم من الموضوعات و وسط كل هذا الكم من المشاريع و المقترحات التنموية و جدت محادثة عجيبة و غريبة على الجروب و هي بين شاب و فتاة ، هي تناديه يا عزيزي ، و هو يرد عليها يا قمري يا .......، و توالت التجاوزات في العبارات كلمات غزل صريحة و أخرى ضمنية من كلا الطرفين ، مما يندى له الجبين و تقطع نياط قلب كل امرئ مسلم عنده غيره على بنات المسلمين ، و بمروري على العديد من المنتديات و الجروبات وجدت العديد من تلك الحوارات التي تتسم بقلة الحياء و الإباحية . و عندما حاولت إحدى العضوات تقديم النصح لتلك الفتاة ، تعاملت معها بحدة غير مبررة ، و أخبرتها أن الأمر عاديّ ، متهمة إياها " بالرجعية " وعدم التمدن وأن الحديث على المنتديات ما هو إلا كلام وأنه لا حرج على الكاتب والكاتبة أن يكتبا ما يريدان لأنهما غير معروفين، غير عالمة أن هذه الكتابات سوف تجلب عليها أضرارا لم تضعها في حسبانها، فالكثير من الشباب العابث اللاهي يسعى لاصطياد مثل تلك الفتيات الباحثات عن الحرية، مستخدمين العديد من الطرق والوسائل التي من شأنها أن تخدع أي فتاة مهما كانت شديدة الحرص والذكاء فهؤلاء الذئاب البشرية طرقهم متعددة، ووسائلهم متنوعة ، حتى يصلوا إلى مبتغاهم .
فيجب على الفتاة أن تتقي الله وأن تراعي عفتها وحشمتها، وليست القضية الآن دخول المنتديات والمواقع، وإنما القضية تكمن في الدخول من أجل التعرف على كل من هب ودب، كم من شخص فقد دينه وكرامته، وكم من فتاة فقدت شرفها وعفتها، كم حصل من الخدش للحياء، كم حصل من بذاءة اللسان، كم حصل من بذاءة الكلمات المتبادلة، فأين العفة؟ وأين الأدب الذي علمتنا إياه الشريعة؟، ومن المؤكد أن كل فتاة تنجرف في أحاديث غير لائقة مع الشباب فإنها تقوم بذلك من وراء أهلها وأنهم يستحيل أن يرضوا بذلك، فأي أخ عاقل لا يرضى مطلقاً أن تكلم أخته شاباً غريباً لا في النت ولا في غيره، وكل فتاة مسلمة صالحة تحب الله ورسوله وتجتهد في معرفة الحلال من الحرام، الواجب عليها من أجل الله وحده ومحبة في الله ورسوله ثم احتراماً لأهلها أن تتوقف فوراً وبلا مقدمات عن الكلام مع أي شاب عبر المواقع، والمنتديات بتلك الطريقة البعيدة كل البعد عن الحياء الذي هو تاج الفتاة المسلمة وحياء المرأة حياء في كل شيء، في الملبس، في الحركة والكلام، في المعاملة والسلوك، وحياء الفتاة يظهر على أسلوبها في الكلام يقول تعالى مرشدا لها } فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض{ ( الأحزاب 32 )، 
و قال صلى الله عليه وسلم :(الحياء لا يأتي إلا بخير) رواه البخاري.
لكن هل يُفهَم من هذا الكلام أن على الفتيات مقاطعة المنتديات أو غيرها من وسائل التواصل الإلكترونية ؟
تستطيع الفتيات المشاركة في المنتديات والمواقع، على أن يتم ذلك وفق مجموعة من الضوابط والمعايير الأخلاقية حتى تعصم من الزلل بإذن الله،  
ومن أهم تلك المعايير :-
* اتخاذ اسم يخلُو من كلِّ إثارة أو إشارة إلى ميوعة وانحلال.
* عدم وضع صور خليعة أو مثيرة.
* البعد عن إضافة عبارات أو أبيات غير مرضية أو لا تليق بها .
* عدم إضافة أية بيانات تتعلق بمسكنها أو رقم هاتفها.
* عدم استخدام الرموز كالوجه الغامز أو الضاحك، أو الرمز الراقص، أو الذي يمد لسانه أو غيرها، ومنها كذلك مضمون الكلام، سواء كان في الردود والتعليقات أو المواضيع المطروحة.
* مراعاة أن تكون الردود موضوعيَّة خاليةً من أيِّ تعبير عاطفيٍّ يدل على خضوع، فالخضوع في الكتابة كالخضوع بالقول وهو منهيٌّ عنه، وكذلك لنجتنبَ التطاول والبذاءة؛ فإن الفحش والبذاءة خلق ذميم قيل أو كتب.
* عدم طرح المواضيع المائعة، والاستشارات التي تمس القضايا الشخصية من قِبَل النساء، أو ذكر تجاربهن الشخصية أو ما شابه ذلك، بل ينبغي أن تنظري في مَن تستفتين أو تستشيرين؛ فما كلُّ مستشار ذا علم وأمانة.
ووصيتي لكي - أختي المسلمة –
إذا رأيت في أحد المنتديات كثرة ردود الرجال على موضوع إحدى العضوات، ورفعه والثناء عليه وعلى كاتبته ، رغم تفاهته ، والإعراض عن المواضيع المفيدة لتضيع وسط ركام الموضوعات الفارغة فاجتنبيه واحذريه ؛ فإن هذا مؤشر واضح على العيِّنة التي ترتاد تلك المنتديات.